هل ورد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى؟
هل ورد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى؟
لا لم يرد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الذي جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث أبي هريرة في الصحيحين: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة» وقد جاءت عدة روايات لهذا الحديث ثم سردت الأسماء بقولهم: «.. هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم...» وقد جاءت هذه الروايات عند الحاكم، وابن ماجه والترمذي، وهذه الروايات لم يصح إسنادها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كان فيها من كلام بعض السلف([1]).
وفيها الكثير من الأسماء التي يظن الناس أنها من الأسماء الحسنى وهي ليست كذلك وهذا بيان بعضها:
أولًا- الأسماء التي وردت مُشْتَقةٌ من أفعال([2]):
ومن الكتب التي أكثر مؤلفها الاشتقاق (كتاب الاسنى للقرطبي) ومن تبعه على ذلك.
وهذا الاشتقاق لا يصح كما هو مُبين في آخر كتابنا هذا.
وتلك الأسماء هي: (الخافض- الرافع) - (المعز –المذل) –العدل –الباعث –المحصي –(المبدئ –المعيد) –(المُحي –المُميتُ) (الضار([3]) - النافع) –(المغني –المانع) –الباقي –المقسط –الرشيد –الراشد –القديم –الموجود –المقصود –الستار.
ثانيًا-الأسماء التي أخذت من أسماء مضافة أو مركبة أو مقيدة بلفظ آخر.
مثل: «النور» قد أُخِذ من قوله تعالى:" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " [النور : 35].
«البديع» وقد أُخِذ من قوله تعالى: " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " [البقرة : 117]
«الكافي» وقد أُخِذ من قوله تعالى : أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ " [الزمر : 36]
«الجامع» وقد أُخِذ من قوله تعالى: " رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ " [آل عمران : 9].
«غافر» وقد أُخِذ من قوله تعالى : غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ " [غافر : 3]
«القديم» من قول النبي صلى الله عليه وسلم : «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»([4]).
ثالثًا-الأسماء التي لم يرد بها دليلٌ أصلًا اسمًا ولا فعلًا ولا صفة.
ومن هذه الأسماء: المَّطلب (هذا ليس من أسماء الله سبحانه وإنما المطلب اسم لجد النبي صلى الله عليه وسلم ). وهكذا.
رابعًا- الأسماء الواردة في أحاديث ضعيفة:
ومنها: «الواجد- الماجد
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر «الأسماء الحسنى» لعبد الله الغصن (ص155)، و «مجموع الفتاوى» (6/379).
([2]) انظر في آخر كتابنا هذا الباب بعنوان «حديث سرد الأسماء ضعيف».
([3]) لم أقف حتى الآن على فعل واحد لله سبحانه صريحًا، وإنما الذي جاء فيه قوله تعالى: " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ " [الأنعام : 17]، وقوله تعالى: " إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ " [الزمر : 38]، وأشباه ذلك، ولكن لم أتطلع على دليل فيه ضر أو يضر وأمثاله.
([4]) أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة 1/127(466).