لماذا لا إله إلا الله؟
لماذا لا إله إلا الله؟
1 – لأنه الخالق وحده سبحانه وتعالى وغيره لا يخلق:
قال تعالى: [ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ][غافر : 62]([1]).
قال ابن كثير: أي الذي فعل هذه الأشياء هو الله الواحد الأحد خالق الأشياء لا إله غيره ولا رب سواه، «فأنى تؤفكون» أي كيف تعبدون غيره من الأصنام التي لا تخلق شيئًا بل هي مخلوقة منحوتة([2]).
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك»([3]).
2 –لأنه الرزِّاق وحده تبارك وتعالى وغيره لا يرزق.
قال تعالى: [ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ] [الذاريات : 58]، وقال تعالى: [ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ][النمل : 64].
وقال تعالى: [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ] [فاطر : 3].
ينبه الله عباده إلى الاستدلال على توحيده وإفراده بالعبادة لأنه سبحانه هو المستقل بالخلق والرزق لا يشاركه أحد في ذلك، وإن كان كذلك فَلْيُفْرَد بالعبادة ولا يشرك به غيره من الأصنام والأنداد([4]).
«حتى الكفار يرزقهم ويعافيهم»:
عن أبي موسى -رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أحدٌ أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم»([5]).
3 –لأنه الملك وحده، - عزَّ وجلَّ-، وغيره لا يملك:
فالله - عزَّ وجلَّ- هو الملك الذي لا ملك فوقه ولا شيء إلا تحت سلطانه([6]).
قال تعالى عن نفسه: [ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ] [الحشر : 23].
وقال أيضًا: [ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ] [فاطر : 13].
وقال تعالى عن غيره: [ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ][فاطر : 13].
4 –لأن النفع والضر بيد الله وحده:
قال تعالى: [ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ] [يونس : 107].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف »([7]).
-----------------------------------
([1]) وانظر إلى الآيات التالية لهذه الآية تجد قلبك يبكي قبل عينك شوقًا إلى هذا الإله العظيم واعترافًا بفضله وخضوعًا لهذا الربِّ الكريم وأنسًا بقربه، قال تعالى: [ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)][غافر ].
([2]) تفسير ابن كثير (4/84).
([3]) رواه أحمد والبخاري ومسلم.
([4]) النهج الأسمى (1/196).
([5]) رواه البخاري (6099،7378)، ومسلم (2804).
([6]) النور الأسنى عن جامع البيان (28/36) بتصرف.
([7]) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.