الإحسان لغة
الإحسان لغة ً (1)
ضد الإساءة ؛ فالمحاسن في الأعمال ضد المساوئ في الأعمال ، و المحاسن في الأقوال ضد المساوئ في الأقوال و قول الله تعالى : " وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ " [ الرعد : 22]
أي : يدفعون بالكلام الحسن ما ورد عليهم من سئ لغيرهم فإذا آذاهم أحد قابلوه بالجميل صبراً و احتمالاً وصفحاً و عفواً ؛ كما قال تعالى : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [ فصلت :34 ] (2)
و كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه في الحديث الذي رواه الترمذي و احمد بسند صحيح بمجموع طرقه (3):" يَا مُعَاذ اتَّق الْلَّه حَيْثُمَا كُنْت و أَتْبِع الْسََّـيِِّئَة الْحَسَنَة تَمْحُهَا و خَالِق الْنَّاس يَخْلُق حُسْنٍ"
فأهل الإيمان يدرؤون بالحسنةِ الأقوال َ و الأعمالَ و الأحوالَ السيئة ؛ فالأحوال ُ ؛ كالتوكل ، و الرجاء ، و الإنابة ، و الخوف ، و الخشية ... هذا في مقام الحسنة ، و في مقامات السيئات : الشرك ، و النفاق ، و العُجب ، و البُغض ،و الحقد ، الحسد ، و الغل ... إلى آخره .
و حسَّنت الشئ تحسيناً ، أي زينته ، و جمَّلْته ، و أحسنت إليه و أحسنت به .
وروى الأزهريُّ (4) : عن ابن الهيثم أنه قال في قوله تعالى في قصة يوسف : " وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ [ يوسف :100] ؛ قال : ( أي : قد أحسن إليَّ ) .
---------------------------------------------
(1) لسان العرب لأبن منظور ( 3/179) .
(2) تفسير ابن كثير ( الرعد /22) ( 8/ 136 ط أولاد الشيخ ) .
(3) أخرجه أحمد ( 5/228/ 236) ، و الترمذي ، كتاب البر و الصلة ، باب ما جاء في معاشرة الناس ( 1987) و حسنه الألباني في صحيح الجامع (97 ) و الصحيحة ( 1373 ) و راجع : جامع العلوم و الحكم ( الحديث الثامن عشر ) .
(4) كما في اللسان لابن منظور ( 877 مادة حسن ) .