تعريف العبادة لغةً، واصطلاحاً
المقال مترجم الى : English
تعريف العبادة لغةً، واصطلاحاً
تعريف العبادة لغةً:هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.
ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت *** وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد([1])
فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه، فالمور هو الطريق.
تعريف العبادة في الاصطلاح:عرفت العبادة في الاصطلاح بعدة تعريفات، ومنها ما يلي:
1_ عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها: اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ([2]).
2_ وعرفها ابن القيم بأنها: كمال المحبة مع كمال الذل .
وقال في النونية:
وعبادة الرحمن غاية حبه **** مع ذل عابده هما قطبان([3])
3_ وعرفها الشيخ ابن سعدي بعدة تعريفات منها قوله: العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها ([4]).
4_ وعرفها بتعريف ثانٍ فقال: العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح؛ فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك ([5]).
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:([6])
1_ الفعل الذي هو التَّعَبُّد.
2_ المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.
مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.
فعلى الإطلاق الثاني تُعَرَّف العبادة بتعريف شيخ الإسلام، وعلى الإطلاق الأول تُعَرَّف بالتعريف الثاني والثالث.
أما التعريف الرابع الذي هو تعريف ابن سعدي فإنه يشمل الإطلاقين الفعلِ والمفعولِ.
ومن التعريفات لها _ أيضاً _ الأعمال الصالحة الإرادية التي تُؤَدَّى لله _ تعالى _ ويفرد بها ([7]).
وهذا يشمل الإطلاقين _ أيضاً _.
الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة :
الفرق بينهما ظاهر؛ فالعبادة هي ذات القربة أو فعلها.
أما توحيدها فصرفها لله وحده لا شريك له.
-------------------------------------------------
([1]) شرح المعلقات العشر للزوزني، ص97.
([2]) العبودية، ص(38).
([3]) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، ص32.
([4]) الحق الواضح المبين، ص59_60.
([5]) الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة، ص162.
([6]) انظر القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عثيمين، 1/10.
([7]) عبودية الكائنات لرب العالمين لفريد التوني، ص25.