من معاني الحسنة
و من معاني الحسنة : النصرة و الغنيمة كما قال تعالى : " إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ " (آل عمران : 120)
فالمراد بالحسنة في هذه الآية : نصر ، و خصب ، و تأييد ، و غنيمة (1).
و في قوله تعالى : " وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " ( البقرة : 195).
فقد فسر عددٌ من أهل العلم الإحسان فيه بالجهاد في سبيل الله (2) فقوله : " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " أي : بالأعراض عن الجهاد في سبيل الله " وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " ؛ فثمرة هذا الإحسان – بالجهاد – النصر و الغنيمة . و هى الحسنة التى ذكرها الله تعالى في قوله : " إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ " و هكذا بدأت تتضح هذه المرادفات و الارتباطات الجميلة .
و من معاني الحسنة أيضاً: المطر و الخصب ، و هي ثمرة من ثمرات الإحسان ؛ قال الله عز و جل في قصة قارون :" وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ " (القصص : 77) .
ومن معانيها: العافية ؛ كما في قوله تعالى : " وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ " (الرعد : 6)
فالحسنة – هنا – المراد بها : العافية ، و السيئةُ المراد بها : الانتقام و البلاء .
ومن معانيها أيضاً: المعروف كما في قوله تعالى : " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " ( فصلت :34) .
ومن معانيها: الفضل و العفو ؛ كما في قوله تعالى : " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (آل عمران : 134) .
فكظم الغيظ إحسان ، وأعظم منه و أعلى منه : العفو عند المقدرة .
ومن معانيها أيضاً : فعل الخيرات ؛ كما في قوله تعالى : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ " (الأنعام : 160) .
و هذه الحسنة هى ثمرة الإحسان في قوله تعالى : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ (16) " ( الذاريات : 15 ، 16 ).
------------------
(1) " تفسير ابن كثير " ( 3/169) ( آل عمران / 120) .
(2) " تفسير الطبري " ( 2/210-212) ، و ابن كثير (2/223) ط الفاروق .