هل سيعامل الجميع بعدل؟
نعم، بالتأكيد. الله دائما يعامل الجميع بعدل وإنصاف.
اقرأ بعناية هذه الآيات من القرآن الكريم، وخصوصا عن "أهل الكتاب" (اليهود والنصارى):
(تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق و ما الله يريد ظلما للعالمين، و لله ما في السماوات و ما في الأرض و إلى الله ترجع الأمور، كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون) سورة آل عمران، الآية: 108 – 110.
ومن كان يؤمن بالله الواحد الذي لا شريك له، ويعمل الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا، واتبع خاتم الأنبياء الذي بعثه الله (صلي الله عليه وسلم) ، سيكون مسلما (التسليم لإرادة الله)، بالتالي، فإنه يسلم بقضاء الله و حكمه، تماما كما أنه عز و جل هو الحكم في جميع المسائل.
هل يعامل الله اليهود والنصارى كالمسلمين؟
قد يتساءل البعض ما إذا كان أهل الكتاب (اليهود والمسيحيون) الذين يعيشون الآن يمكن اعتبارهم "منقذين" أم لا.
في الواقع ، اليهود والنصارى الذين يؤمنون بالله الإله الواحد، ويسعون إلى طاعة أوامره و اتباع الرسالة التي بعثها مع رسله (كإبراهيم وموسى وعيسى ، الخ.) مذكورون مرات كثيرة في القرآن الكريم :
(ليسوا سواء، من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون، يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين، و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه و الله عليم بالمتقين) سورة آل عمران، الآية: 113 – 115.
فلنستمر في التمعن في ما قال الله تعالى في القرآن الكريم عنهم: (إن الذين كفروا و ماتوا و هم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا و لو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم و ما لهم من ناصرين). سورة آل عمران، الآية: 91.
أي، من مات على الكفر فلن يقبل منه خير أبدا، و لو كان قد أنفق ملء الأرض ذهبا فيما يراه قربة.
سئل النبي (صلى الله عليه و سلم) عن عبد الله بن جدعان- و كان يقري الضيف، و يفك العاني، و يطعم الطعام- هل ينفعه ذلك؟ فقال: (لا، أنه لم يقل يوما من الدهر: رب اغفر بي خطيئتي يوم الدين).
و قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدا من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
يقول الله تعالى في القرآن الكريم انه "خير الحاكمين"، و بالطبع الحكم النهائي على كل واحد منا يرجع إليه.
--------------------