إن الله جميل يحب الجمال
·عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ).
·جمال الله جل جلاله على أربع مراتب:
· قال ابن القيم:وجماله سبحانه على أربع مراتب:
1- جمال الذات، وما هو عليه أمر لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره.
2- وجمال الأسماء، فأسماؤه كلها حسنى .
3- وجمال الصفات، فصفاته كلها صفات كمال.
4- وجمال الأفعال، فأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة.
·والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين:
- فأوله معرفة، فيعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء.
-وآخره سلوك، فيعبد بالجمال الذي يحبه من:
- قلبه: بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل.
- الأقوال:فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق.
- والأعمال:كالصلاة والصيام والصدق.
- والأخلاق:كالتواضع والحلم والشجاعة والكرم والسخاء.
- وجوارحه:بالطاعة والعبادة وكثرة التقرب إليه سبحانه.
- وبدنه:بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار.
- فيعرفه بصفات الجمالويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه فجمع الحديث قاعدتين المعرفة والسلوك.
· يحب الجميل.. ويبغض القبيح:
·قال ابن القيم:وهو سبحانه كما يحب الجمال في الأقوال والأفعال واللباس والهيأة يبغض القبيح من الأقوال والافعال والثياب والهيأة فيبغض القبيح وأهله ويحب الجمال وأهله.
· جمال الظاهر والباطن :
-قال تعالى: (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ).
- فجمع سبحانه بين الزينتين زينة البدن باللباس , زينة القلب بالتقوى , زينة الظاهر والباطن , وكمال الظاهر والباطن .
-قال ابن القيم:وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده يوجب شكرا.
- فإن شكره بتقواه وصيانته ازداد جمالا على جماله.
-وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحا وشينا وينفر عنه من رآه.
- فكل من لم يتق الله عز و جل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه به بين الناس.
- فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره.
· حكـمـة:
جمال المرء في تقواه واستقامته على طاعة الله ومتابعته للكتاب والسنة.