المحـبة الصادقـة
ومن أبرز الصفات التي يتصف بها المرتقي في منازل السائرين إلى الله ، وهي التي حركته وأشعلت في قلبه نار الشوق هي ( المحبة الصادقة لله تعالى ) .ولا شك أن المحبة الصادقة لها علامات تدل عليها ..
· قال ابن القيم رحمه الله : أن يكون قلبه دائما في سفر إلى الله عز وجل ، وان كان مشغولا بظاهره .. وهذه الآثار تظهر في مواطن أربعة :
- الموطن الأول : عند مضجعه .. وتفرغ حواسه وجوارحه عن الشواغل ، فانه لا ينام الا على ذكر من يحبه ..
انتبه : ( وليس على الفضائيات ، ولا على الأغاني الماجنة ، ولا المكالمات التافهة ) .
- الموطن الثاني : عند استيقاظه من النوم .. فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه ، فانه لما فارق محبوبه بالنوم فلما ردت إليه روحه رد إليه ذكر محبوبه فامتلأ قلبه به ، لان حب محبوبه في داخل قلبه .
- الموطن الثالث : عند دخوله في الصلاة فإنها محك الأحوال ، وميزان الأعمال .. فانه لا شيء أطيب عند المحب من خلوته بمحبوبه ، ومناجاته ومثوله بين يديه وقد اقبل محبوبه بين يديه ..
· ميزان الصلاة ..
فالصلاة قرة عين المحبين .. وسرور أرواحهم ولذة قلوبهم ، فإذا قام إلى الصلاة هرب من سوى الله تعالى إليه واطمئن بذكره .. فلا يوزن إيمان العبد و محبته لله بمثل ميزان الصلاة .
- الموطن الرابع : عند الشدائد والأهوال .. فان القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده .
· انتبه ... لأمر خطير جدا : قال ابن القيم رحمه الله تعالى : يعرض على المرء عند الموت الشيء الذي كان يحبه ويكثر ذكره ، وربما خرجت روحه وهو يلهج بذكره .
· فمن كان مشغولا بالله وبذكره في حياته فلا بد أن يأتيه عند موته ..
· ومن كان في غفلة عنه في الدنيا .. فكيف يحصل له ذكره في تلك اللحظة الحرجة .. والله المستعان .. فان كنت ممن تذكر ربك وتحبه في هذه المواطن الأربعة ، فهذه علامة لصحة محبتك وإلا فاطلبهافإنك من المدعين فقط . اهـ بتصرف
· إيثار الخالق على المخلوق له علامات وصور :
1- إيثار رضاه على رضا غيره .
2- والخوف والرجاء والمحبة والذل له دون غيره .
3- والسؤال والطلب منه لا من غيره .
4- فعل ما يحبه الله إذا كانت النفس تكرهه .
5- و ترك ما يكرهه الله عز وجل إذا كانت النفس تحبه وتهواه .
وهذا الإيثار يرقي العبد بسرعة فائقة إلى الله ، وثمرته في العاجل والآجل .. لا تشبه ثمرة شيء من الأعمال .اهـ
· قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : في قوله { إن كنتم تحبون الله } من أحب طاعة الله أحبه الله ، وحببه إلى خلقه .
· كيف تعرف أنك قريب من الله ؟
قال ابن القيم رحمه الله : على قدر قرب العبد من الله يكون اشتغاله بالله ..
انتبه .. انتبه .. وانظر في قلبك ونفسك وحياتك ووقتك وجوارحك ، هل أنت منشغل بطاعة الله وذكره ، وعبادته والتقرب إليه ، أم أنت منشغل بغيره من الأمور التافهة ؟!!
· قال بعض السلف : ادعى قوم محبة الله ، فأنزل الله آية المحنة { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } .
· قال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قالوا : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والإقبال عليه ، والإعراض عن ما سواه .
· قلوب المحبين :
- قال ابن الجوزي رحمه الله : قلوب المحبين مملوءة بذكر الحبيب ، إن نطقوا فبذكره ، وإن تحركوا فبأمره ، وإن فرحوا فلقربه.
- وقال رحمه الله كذلك : أبدان المحبين عند أهل الدنيا ، وقلوبهم عند الحبيب .