لماذا لا ترتقي
قال الله تعالى: { وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا}
· قال ابن كثير رحمه الله : أي: يخذله عن الحق، ويصرفه عنه، ويستعمله في الباطل، ويدعوه إليه.لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم .. كثيرا ما يدعو ربه ويقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك ) .
· ولقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أهم أسباب عدم ترقي المؤمن في منازل السائرين إلى الله ، بيانا شافيا ، كافيا ، وافيا .فقال : [اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ] رواه البخاري
· قال ابن القيم رحمه الله : فجمع هذا الحديث الشريف في استعاذته صلى الله عليه وسلم .
أصول الشر وفروعه ومباديه وغاياته ومصادره وموارده وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى ثَمَانِي خِصَالٍ كُلّ خَصْلَتَيْنِ مِنْهَا قَرِينَتَانِ ..
· الفرق بين الهم والحزن :
- الهم : للمستقبل .. ( يفكر في مستقبله ، هل سيحصل على ما يريد .. أو يخاف على أمر ما .. ) .
- والحزن : على الماضي . ( يحزن على فقد حبيب أو على خسارة في تجارته .... ) .
· الفرق بين العجز والكسل :
- والعجز : تخلف العبد عن أسباب الخير لعدم قدرته .. ( مثاله : أداء فريضة الحج .. فهو لا يستطيع لعدم توفر المال ، أو لإعاقة بدنية أو لغير ذلك من الأسباب الخارجة عن إرادته ) .
- والكسل : عدم إرادته على فعل الخير مع قدرته عليه .. ( مثاله : قيام الليل .. يستطيع أن يقومه ولكن لضعف إرادته لا يقوم ) .
· سبب تخلف الكمال عن العبد :
قال ابن القيم رحمه الله :
- فَإِنْ تَخَلّفَ كَمَالُ الْعَبْدِ وَصَلَاحُهُ عَنْهُ إمّا أَنْ يَكُونَ لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ فَهُوَ عَجْزٌ .
- أَوْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَيْهِ لَكِنْ لَا يُرِيدُ فَهُوَ كَسَل .
وَيَنْشَأُ عَنْ هَاتَيْنِ الصّفّتَيْنِ فَوَاتُ كُلّ خَيْرٍ وَحُصُولُ كُلّ شَرّ .
· الفرق بين البخل والجبن :
- والجبن : عدم النفع ببدنه .. ( مثاله : فلا يبذله في خدمة الإسلام والمسلمين ) .
- والبخل : عدم النفع بماله . ( مثاله : عدم بذل المال في أبواب الخير ) .
· الفرق بين ضلع الدين وقهر الرجال :
- ضلع الدين : هو استعلاء الغير عليه بحق ( مثاله : إذا كان أحد يطالبك بمبلغ من المال ، وأنت لا تستطيع أن توفيه )
- قهر الرجال:هو استعلاء الغير عليه بباطل (مثاله:أن يظلمك أحد بغيرحق،إما بسجن أو تعذيب أو تهديد أو غير ذلك)
· العجز سبب كل شر :قال ابن القيم رحمه الله :
- وأصل المعاصي كلها العجز فإن العبد يعجز عن أسباب أعمال الطاعات وعن الأسباب التي تبعده عن المعاصي ، وتحول بينه وبينها ، فيقع في المعاصي .
· أضرار الهم والحزن ؟ قال ابن القيم رحمه الله :
- فَالْهَمّ وَالْحَزَنُ لَا يَنْفَعَانِ الْعَبْدَ الْبَتّةَ بَلْ مَضَرّتُهُمَا أَكْثَرُ مِنْ مَنْفَعَتِهِمَا .
- فَإِنّهُمَا يُضْعِفَانِ الْعَزْمَ وَيُوهِنَانِ الْقَلْبَ وَيَحُولَانِ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الِاجْتِهَادِ فِيمَا يَنْفَعُهُ .
- وَيَقْطَعَانِ عَلَيْهِ طَرِيقَ السّيْرِ أَوْ يُنَكّسَانِهِ إلَى وَرَاءٍ أَوْ يَعُوقَانِهِ .
· ما هو الشؤم : قال ابن القيم رحمه الله :
- فَكُلّ مَا شَغَلَ الْعَبْدَ عَنْ اللّهِ فَهُوَ مَشْئُومٌ عَلَيْهِ وَكُلّ مَا رَدّهُ إلَيْهِ فَهُوَ رَحْمَةٌ بِهِ . اهـ
أخي الحبيب .. قد يشغلك عن طاعة الله .. زوجة ، أو أصحاب ، أو تجارة ، أو سيارة ... الخ .. فكل هذا يعتبر شؤماً عليك .وقد تصاب ببعض المصائب .. مثاله ( مرض ، أو حادث سيارة ، أوخسارة ....الخ ) تكون سبباً في رجوعك إلى الله .. فتكون رحمة لك وأنت لا تشعر .