الغـايـة القـصـوى
فهنيئاً لك أيها المترقي في منازل السائرين إلى الله عندما تصل إلى هذه الدرجة العالية ، وهذا المقام الكريم ، وهو أنك تجمع بين أمرين عظيمين ( ذكر الله بالقلب واللسان ، ومجاهدة الكفارباليد والسنان ) :
· عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال قال النبى -صلى الله عليه وسلم- « ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ». قالوا بلى. قال « ذكر الله تعالى ». فقال معاذ بن جبل رضى الله عنه ما شىء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.] – رواه الترمذي –
· قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :وطريق الجمع - والله أعلم - أن المراد بذكر الله في حديث أبي الدرداء الذكر الكامل وهو ما يجتمع فيه ذكر اللسان والقلب بالتفكر في المعنى واستحضار عظمة الله تعالى ،
- وأن الذي يحصل له ذلك يكون أفضل ممن يقاتل الكفار مثلا من غير استحضار لذلك .
- وأن أفضلية الجهاد إنما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد ، فمن اتفق له أنه جمع ذلك كمن يذكر الله بلسانه وقلبه واستحضاره ، وكل ذلك حال صلاته أو في صيامه أو تصدقه أو قتاله الكفار مثلا فهو الذي بلغ الغاية القصوى ، والعلم عند الله تعالى .اهـ
- وأجاب القاضي أبو بكر بن العربي بأنه ما من عمل صالح إلا والذكر مشترط في تصحيحه ، فمن لم يذكر الله بقلبه عند صدقته أو صيامه مثلا فليس عمله كاملا ، فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية .اهـ .