مفاهيم ربّانية - صَدَقَتُك.. مفهومُ ربانى نحو البِرّ وكُلّ الخير
ماذا نعنى بالمفهوم الرباني؟
المفهوم الرباني.. هو الذى ينطلق به صاحبه من إيمانه العميق بالله خالق الكون وبارئه ومُصوّرَه ومُبْدِعَهْ.
المفهوم الرباني.. هو الذى يقيد صاحبه بمفاهيم ومعتقدات قدوته وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.
المفهوم الرباني.. هو المفهوم الصحيح الذى يحقق لصاحبه الطمأنينة في القلب والانشراح في الصدر.
المفهوم الرباني.. هو الذى يحقق لصاحبه سموا في الفكر وراحة في البال وسعادة له وإسعادا لمن حوله.
المفهوم الرباني.. هو الذى يستند فيه صاحبه على معتقدات سليمة وأفكار صحيحة.
المفهوم الرباني.. هو الذى لايسمح لصاحبه إلا أن يكون قمرا يضيء وشمسا تشع ونجما يسطع.
المفهوم الرباني.. هو حتما الذى يجعل من صاحبه عبدا ربانيا يتعلق بالرب ويعظم له الثناء والحمد.
نحو مفاهيم ربانيّة:
(1) صَدَقَتُك.. مفهومُ ربانى نحو البِرّ وكُلّ الخير:
يقول رب العزة: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 265].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ...} [البقرة: 267].
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ. لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24-25].
عوّد نفسك وأهل بيتك على الإنفاق في سبيل الله وطهّر نفسك من الشح وتذكّر مكانة المُنفق والإنفاق عند رب العباد.
واعلم أن الإنفاق في سبيل الله يعود خيره للنفس فالله عز وجل يقول: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّـهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 272], يقول الحسن البصري: نفقة المؤمن عائدةٌ لنفسه ولا ينفق المؤمن إلا إذا أنفق في سبيل الله، والإنفاق من الخيرات التي يعلمها الله طبقا لقوله: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273], أي لا يخفى عليه شيء منه.
ومن السهولة في الإنفاق أنه يكون ليلا ويكون نهاراُ ويكون سراُ ويكون جهاراُ لقوله الله: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} [ البقرة: 274].
(2) تنميةُ ذَاتِك:
تنميةُ ذَاتِك.. مفهوم رباني نحو تميّزُك وإبداعك إذا اجتهدت في تنمية ذاتك والاهتمام بتخصصك في المهنة وسعيت إلى التزود بالتقوى قى مجال عملك وأخلصت لله وراقبته فاعلم أنك بذلك تكون مُحسنا... وقد فعلت ما أمر به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال: «إن الله قد كتب الإحسان على كل شيء..» (رواه مسلم).
فنمِّ ذاتك وطوّر شخصيتك وكُنْ مُطّلعا على كل ما هو جديد في سبيل أن تتميز وتُبدع وتُقّدم الخير لنفسك قبل الآخرين خاصة أن الإسلام الحنيف يدعو إلى الإتقان والجودة في العمل والتخصص... «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» (حسنه الألباني) فإتقان العمل هو بداية الطريق نحو تنمية ذاتك وإبداعاتك.
(3) إحيائُك للسُنن والنوافل:
إحيائُك للسُنن والنوافل.. مفهوم رباني نحو زيادة قُرْب الله منك؛ النوافل وسنن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة لاتعد ولاتحصى وإحيائك لها هو التزامك بها ومحافظتك عليها لتكون بذلك مهتديا بهدى حبيبك متقرّبا إلى ربك وخالقك... فصلاة الضحى سنة قد لاينتبه لها الكثير فكن لها أنت مؤديا وعليها محافظا... سنة الظهر القبلية والبعدية بأربع قبله وأربع بعده هل تعلم ماذا قال عنها نبيك محمد صلى الله عليه وسلم...!!!
عن أم حبيبة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى أربع ركعات قبل الظهر، وأربعا بعدها حرمه الله على النار» (رواه الخمسة وصححه الترمذي).
والسنن التي ترتبط بالأحوال والأفعال من نظر إلى المرآة وارتداء الثوب وخلعه وركوب الدابة ودخول الليل وبزوغ النهار وعند العطاس والتثاؤب وتناول الطعام والنوم والاستيقاظ ودخول البيت وخروجه وقيام الليل وركعة الوتر فذلك وغيره مما قال فيه ربك: «ومايزال يتقرب إلى عبدي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به...».
وإلى لقاء قادم بالجزء الثاني إن شاء الله.
نبيل جلهوم
عضو اتحاد الكتّاب والمثقفين العرب.