الاشتغال بالمشاهدة
عند العارفين أن الاشتغال بالمشاهدة عن الجد في السير في السر وقوفه, لأنه في زمن المشاهدة لو كان صاحب عمل ظاهر أو باطن أو ازدياد من معرفة وايمان مفصّل كان أولى به, فان اللطيفة الانسانية تحشر على صورة عملها ومعرفتها وهمّتها وارادتها, والبدن يحشر على صورة عمله الحسن أو القبيح.
واذا انتقلت من هذه الدار شاهدت حقيقة ذلك. وعلى قدر قرب قلبك من الله تبعد من الأنس بالناس ومساكنتهم, وعلى قدر صيانتك لسرّك وارادتك يكون حفظه. وتلا ذلك صحة التوحيد, ثم صحّة العلم بالطريق, ثم صحة الارادة, ثم صحة العمل. والحذر كل الحذر من قصد الناس لك واقبالهم عليك وأن يعثروا على موضع غرضك؛ فانها الآفة العظمى.