حقيقة الإيمان المزكي للنفس
يبقى السؤال: ما هو الإيمان المزكي للنفس؟ الجواب: أركان الإيمان التي يقوم عليها هيكله ستة لا يتناطح فيها كبشان ولا يختلف فيها اثنان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، هذا الإيمان ينبني على هذه الأركان، وصفاته تتجلى في العبد، اسمع مظهراً من مظاهر الإيمان، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ [الأنفال:2] أي: بحق وصدق لا بالادعاء والنطق، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ [الأنفال:2] قرئت: عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال:2] الإبرة تشير إلى المائة وتسع درجات فإذا تليت الآيات على صاحب الإيمان يرتفع إيمانه حتى يصير إلى المائة والتسعين درجة.
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2] لا على عبد القادر ولا على زليخاء، لا على الرغيف ولا على الحكومة، لا على البستان ولا على الدار " وَعَلَى رَبِّهِمْ" [الأنفال:2] خاصة " يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا "[الأنفال:2-4] ومن عداهم مؤمنون باطلاً وزيفاً. وعرض آخر، يقول تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] الولاء بين المؤمنين، فإن لم يكن ولاء فشك في الإيمان: بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71]. ثانياً: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71].
ثالثاً: وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ [التوبة:71].
رابعاً: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ [التوبة:71].
هذه صفات المؤمنين التي تتكون لهم من إيمانهم، فإيمانهم يثمر هذا ويظهر فيه. وأخيراً أقول: اعرض إيمانك على القرآن، فإن وافق القرآن عليه وصدقه وقال: هذا إيمان فهو إيمان، وإذا كنت ما تحفظ القرآن اطلب من يقرأ لك القرآن واسمع فسوف ترى الإيمان والمؤمنين، من خلال صفاتهم وسلوكهم تعرف المؤمنين، وإذا ما كنت كذلك فاسأل أهل العلم وقل لهم: هل أنا مؤمن؟ يسألونك عن معتقدك، عن سلوكك، ويقولون لك الحقيقة إن كانوا ناصحين.