هل تعرف الرضا بالله و الرضا عن الله ؟
الرضا بالله :
أن ترضى به ربًا خالقًا مدبرًا مهيمنًا على خلقه ، و كلهم تحت قهره و سلطانه لا ينازعه أحدٌ في أمره ، يحكم على الخلق و لا يحكمون عليه .
و أنْ تسلم له بأمره كله ، و لا يصيب القلب تردد أو حرج في التسليم و الرضا بالله حاكمًا ، و ربا خالقا مدبرا لأمره ، و مصرفًا لخلقه ، يحكم ما يشاء و يفعل ما يريد ، سبحانه جل شأنه .
و الرضا عن الله :
التسليم و الرضا بكل ما قدر و قضى عليك به من الحوادث ، و الأقدار كلها خيرها و شرها ، و أنّ ما أصابك لم يكن ليخطأك ، و أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، و أنّ الله هو الذي يدبر الأمر و بيده ملكوت كل شيء ، و أنّه أرحم بك من نفسك ، و أعلم بك من نفسك ، و أنّ ما أصابك من مصيبةٍ فبما كسبت يداك و يعفو عن كثير .
و أنّك عبد مملوك له تحت أمره و قهره و قدرته و مشيئته ، و أنّه لايحدث شيء بالكون إلا بتدبيره و تصريفه .
فإذا علمت هذا ..
فإنّ الجزع و التسخط لا يرد من أمر الله و قدره شيء ، و هو دليل على عدم رضي العبد عن ربه .
و لذلك لا يكون العبد راضيا عن الله حتى يسلم له بكل ما يصيبه من خير أو شر ، و أنْ يملأ قلبه يقينُا أنّ الله أراد به خيرًا و أنّه أرحم به من نفسه ، مع فعل الأسباب في جلب رضي الله و دفع سخطه