أدب استقبال القادم من سفر، وأدب القادم نفسه مظهراً وتكريماً
إذا خرجت لاستقبال والد أو قريب معظم أو صديق مماثل ، أو رفيق دونك ، أو قدمت من سفر عليهم فلاحظ نظافة أطرافك ، وحسن هيأتك ، وانتظام مظهرك اللائق بك إن كان هو دونك ، واللائق به إن كان هو فوقك فإن العين تسر بالطلعة الجميلة المتناسقة، والصورة المنسجمة، والنظافة المتكاملة . وحذار أن تتوانى في بعض مظاهرك ، فإن ذلك ينقص من لذاذة فرحة اللقاء، ويقلص من استيفاء العين حقها ممن تحب وتعز. وإلى هذا المعنى يرشد الهدي النبوي الكريم وقول الرسول الأمي العظيم صلوات الله عليه وسلامه : 'إنكم قادمون على إخوانكم فاحسنوا لباسكم ، وأصلحوا رحالكم - مظهر دوابكم ومراكبكم - ، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ' . رواه أبودآود والإمام والحاكم كما تقدم . وإذا كان بإمكانك اصطحاب شىء من الهدية، للقادم عليهم ، أو القادمين عليك ، بمقابل هديتهم ، فافعل ،فإن العين تتطلع إلى الطرفة في بهجة اللقاء، وتتوقع إمتاع النفس وغمر الشعور بالسرور الظاهر والباطن ، والهدية تفعل ذلك ، وإليه يرشد قوله صلى اللة عليه وسلم : 'تهادوا تحابوا' . رواه البخاري في 'الأدب المفرد' ، وعرف من حال السلف أنهم كانوا يصطحبون معهم هدية إلى من يقدمون عليه ولو عودا من أراك.
|