أدب طرق الباب على من تقصده وكيف يكون
إذا طرقت باب أخيك أوصديقك أوبعض معارفك ، أوأحد تقصده ، فدق الباب دقا رفيقا يعرفه وجود طارق بالباب ، ولا تدقه بعنف وشدة كدق الظلمة والزبانية فتروعه وتخل بالأدب ، جاءت امرأة إلى الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه ، لتسأله عن شىء من أمور الدين ، ودقت الباب دقا فيه بعض العنف ، فخرج وهو يقول : هذا الشرط - جمع شرطي - . وقد كان الصحابة يقرعون باب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأظافر. رواه البخاري في 'الأدب المفرد' أدبا منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا الدق اللطيف الرفيق مطلوب فيمن كان جلوسه قريبا من بابه ، وأما من بعد عن الباب فيقرع عليه قرعا يسمعه في مكانه من غيرعنف ، وسبق ذكر الحديث الشريف : 'إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه '. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : 'من يحرم الرفق يحرم الخيركله '. رواه مسلم . وينبغي أن تجعل بين الدقتين زمنا غيرقليل ، ليفرغ المتوضىء من وضوئه في مهل ، ولينتهي المصلي من صلاته في مهل ، وليفرغ الآكل من لقمته في مهل . وقدربعض العلماء الانتظار بين الدقتين بمقدار صلاة أربع ركعات ، إذ قد يكون في بدء طرقك الباب قد بدأ بصلاتها. وإذا طرقت ثلاث مرات متباعدة، ووقع في نفسك أنه لوكان غير مشغول عنك لخرج إليك، فانصرف فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :'إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فلينصرف '. رواه البخاري ومسلم .
ولا تقف عند استئذانك أمام فتحة الباب ، ولكن خذ يمنة أويسرة، فقد 'كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبله من تلقاء وجهه ، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر' . رواه أبو داود .
|