أهمية التوحيد لحياة الفرد
المبحث الأول أهمية التوحيد للفرد والمجتمع
المطلب الأول أهمية التوحيد لحياة الفرد
معرفة الغاية من خلقه :- فإن أخطر ما ضيع الناس عدم معرفتهم لهدف أعمالهم ووجودهم في الحياة ،هل هو لاستعمار الأرض بالمال والأولاد ،أم إقامة الحياة بالزواج والعلاقات الأسرية والاجتماعية ،أم للعبث واللعب فهو لا يعلم من أين أتى ولا أين يذهب ،أم .....،أم ............... الخ.
لهذا تعب في حياته وشقي ،فإذا تيقن بغاية وجوده وعلة خلقه وانشغل به ورتب غيره عليه استراح.
فالتوحيد هو الغاية التي خلق الخلق لها { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}[الذاريات :56] ،فينشغل بها الإنسان علما وعملا وتحقيقا ،فإذا اخلص وأتقن صحح الله له بها ما حوله ورزقه فهم إصلاح أمور من حوله.
أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام :- فبحسب التوحيد في قلب العبد ،يتلقى المكاره ويصبر على الآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
فالصبر حق الصبر هو ما كان ابتغاء وجه الله لا ما كان من أجل أن المرء يحمله وله به طاقه فساعتها لا يأخذ أجر الصابرين ولا يُبشر ببشاراتهم ،أما الصابر حق الصبر هو من احتسب عند الله أجره { وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد :22] فهم صبروا ابتغاء وجه الله وابتغاء مرضاته فليس في قلبهم إلا هو ولا يطلبون إلا رضاه هو ،وهذا لن يتأتى إلا بتحقيق التوحيد بالرضا.
أعظم أسباب شرح الصدر: فالتوحيد من أهم أسباب انشراح الصدر والبعد عن منغصات الحياة التي يعاني منها كثير من الناس في هذه الأيام ،وعلى حسب كمال التوحيد وقوته يكون انشراح صدر صاحبه ،قال الله تعالى {أَفَمَنْ شَرَحَ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِهِ } [الزمر:22]
وقال تعالى {فَمَن يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعّدُ فِي السَّمَاءِ} فإذا دخل نصيب المسلم من ضيق الصدر وعدم الراحة على قدر إعراضه وغفلته عن التوحيد ،وللمشركين من ضيق الصدر وعدم الراحة ما ليس لغيرهم فالمشرك في سجن دنيوي وإن كان في الظاهر منعما يعيش عيشة البهائم.