الترهيب من الشرك
الترهيب من الشرك
إذا كان السبب الذي بنيَ من أجله الكون وخُلق من أجله الخلق هو عبادة الله وحده سبحانه فكل خير في الدنيا والآخرة هو ثمرة لتلك العبادة وكل شرًّ في الدنيا والآخر كان سببه هو التفريط في تلك العبادة. قال الله تعالى: [ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ] [الذاريات :56].
فتوحيد الله – عزَّ وجلَّ- أعظم ما يرضى الله من خلقه، والشرك أعظم أسباب غضبه وعقابه، قال تعالى: [ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ] [الحج : 31].
صور من غضب الآلهة الباطلة لإلهيتهم
* فرعون أَبَى أن يكون معه إله: فقال: [ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي ] [القصص : 38]، وغضب على من عبد إلهًا غيره، ولو كان هذا الإله هو الله سبحانه، فقال فرعون لنبيّ الله موسى عليه السلام: [ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ] [الشعراء :29]. يقول هذا وهو كاذب في دعواه وما هو إلا عبدٌ من عباد الله، فكيف بغضب رب العالمين وإله الأولين والآخرين على من اتخذ معه أو من دونه إلهًا آخر.
* وهذا صاحب الأخدود سَخِط على من لم يتخذه إلهًا وثارت ثورته على عباد الله الذين وحَّدوا الله فأدخلهم نار الدنيا أحياءً، فكيف بعذاب الله لمن أشرك به سبحانه وهو الإله الحق وكل ما عُبِد من دونه آلهة باطلة.
1- الشرك أعظم الذنوب:
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك»([1]).
2 – الشرك لا يُغفر أبدًا:
قال تعالى: [ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ] [النساء : 48].
3 – لا يقبل الله أعمال المشركين:
قال الله - عزَّ وجلَّ -:[ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ] [الزمر : 65].
4 – خلود المشركين في جهنم:
قال الله تعالى: [ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ] [البينة : 6].
5 – حرمان المشركين من رؤية الله سبحانه وتعالى:
فكما أن هؤلاء الكفار حجبوا عن قلوبهم نور الهداية والتوحيد لله العظيم حجبهم الله عن رؤية وجهه الكريم.
قال الله تعالى: [ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ] [المطففين : 15].
6 – نسيان الله للمشركين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف لقاء الله لمن نسي لقائه فقال:«[2]). فَيَلْقَى الْعَبْدَ فَيَقُولُ أَىْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَيَقُولُ بَلَى. قَالَ فَيَقُولُ أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِىَّ فَيَقُولُ لاَ. فَيَقُولُ فَإِنِّى أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِى.)0(1) رواه مسلم
قال أبو عيس الترمذي: ومعنى قوله: «اليوم أنساك». يقول: اليوم أتركك في العذاب. هكذا فسَّروه.
قال الله تعالى: [ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ] [الأعراف : 51].
7 – دعاء الكافرين لا يقبل:
قال تعالى: [ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ] [الرعد : 14].
8 – حرمانهم من الجنة أبدًا:
قال تعالى: [ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ] [المائدة : 72].
9 – الكافرون هم أعداء الله:
قال تعالى: [ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ] [البقرة : 98].
10 – الشرك أعظم الظلم:
قال لقمان لابنه: [ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ] [لقمان : 13].
11 – الشرك أعظم أسباب الخوف في الدنيا والآخرة:
قال تعالى: [ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ] [آل عمران : 151]. فلا يزال الشرك مصدر لكل شر ومانع لكل خير، فبالشرك هلكت أمم، ودمِّرت قرى، وزالت ممالك، وذلَّ ملوك.
---------------------------------
([1]) رواه أحمد والبخاري ومسلم.