التقوى هي الميزان الصحيح
إن التقوى جماع كل خيربنص السنة الصحيحة كما جاء في الحديث الآتي :
(حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الترغيب والترهيب ) قَالَ :جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقاَلَ يَا رَسُولِ اللهِ أَوْصِنِي ، قَالَ عَليْكَ بِتَقْوى اللهِ فَإِنَّهَا جِمَاعُ كُلِ خَيْرٍ.
والتقوى هي الميزان الصحيح والمقياس الدقيق المعتبر لتفضيل الناس بعضهم على بعض :
قال تعالى: (إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13]
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ) قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ أَتْقَاهُمْ فَقَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ قَالَ فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ قَالَ فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا .
(حديث جابر رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة ) أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:يَا أَيْهُا النَّاسِ ! إِنَّ رَبَكُم وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَبَاكُم وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لَعَرَبِيٍ عَلَى عَجَمِّيٍ ، وَلَا لِعَجَمِّيٍ عَلَى عَرَبِّيٍ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَا بِالتَّقْوَى { إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ} ، أَلَا هَلْ بَلَغْتَ ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ! قَالَ: فَيُبَلِغَ الشَّاهِدُ الغَائِبَ.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه مما يدل على أهميتهاكما جاء في الحديث الآتي :
(حديث ابن مسعود في صحيح مسلم ) أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُاللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى.
أخي الحبيب
* أما آن لك أن تنتبه من غفلتِك ، وتُفِيقَ من نومكَ ، وتستيقظ من سُباتكَ العميق .
* أما آن لك أنتخشى الرحمنَ وتمتثل القرآن ، وتجتنب العصيانَ والخذلانَ واستحواذَ الشيطان ، وتُفيقَ من نومك قبل فوات الأوان ، قبل أن تتمنى المهلةَ فيقال هيهات فات زمن الإمكان .
* أما آن لك أنتحفظَ الرأسَ وما وعى ، والبطنَ وما حوى ، وَتَذْكُرَ الموتَ والبلى فتستحي من الله حق الحيا .
* أما آن لك أنترجع إلى ربكِ الكبير المتعال ، أما كَفَاكَ ما جَمَعْتَ بين سوءِ الحالِ وقُبْحِ الفِعَال ، أما كَفَاكَاغترارٌ بالآمال ،أما تخشى سوءَ المآل، أما تخشى العذاب والنكال والأغلال ، يا من ران على قلبه قبائح الأعمال ، يا من ضُرِبَ على قلبه وسمعه من الذُّنُوب أقفالٌ، أومَا أيقنت أخي أنه لابد من الارتحال ليومٍ شديدِ الأهوال ، فهل أعَدَدَتْ له صالحَ الأعمال قبل طي الآجال، قبل أن تتمنى المهلة فيُقال هيهات فات زمن الإمهال .
* عِبَادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ الملك العَلام ، الحي القيوم الذي لا يغفلُ ولا يَنَامُ ، واعلموا أن الجنةَ ليست بالكلام ، ولا بالأماني والأحلام ، فخذوا في الجدِ والاهتمام ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَحْسَنَ فَعَلَيْهِ بالتَّمَامِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ أساء فَلْيَخْتِم بالْحُسْنَى ، فَالعَمَلُ بَالْخِتَامِ ،وبادروا بالتوبةِ قبلَ انصرامِ العمرِ ومرورِ الأيام .
لله در أقوامٍتصوروا مآلهم واستقلوا أعمالهم ، (كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ) عساهم أن ينجو من نار السموم .
لله درُّ أقوامٍ غسلوا وجوهَهم بدموع الأحزان ، وأحيوْا ليلَهم بالذكرِ وتلاوةِ القرآن ، ونصبوا أقدامهم في خدمةِ الملكِ الديَّان ، فكلُ زمانِهم رمضان ، أفشوا السلام وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناسُ نيام ، عساهم أن يدخلوا الجنة بسلام .
لله درُّ أقوامٍ تدرعوا بالوقار والسكينة ، وعملوا ليومٍ فيه كلُ نفسٍ بما كسبت رهينة .
لله درُّ تلك القلوبِ الطاهرة ، أنوارها في ظلام الدُجى ظاهرة ، فلو رأيتهم في الليل بين ساجدٍ وراكع ، وذليلٍ مخمولٍ متواضع، ومُنَكَّسِ الطَرفِ من الخوفِ خاشع ، تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، تعبوا والله قليلاً واستراحوا كثيراً ، والمسكين من لم يجد إلى لحاقهم سبيلاً ، لقد أحسنوا في الإسلام ثم رحلوا بسلام ، يرجون رحمتَ الملك العلاّمِ يومَ يُؤخذُ بالنواصي والأقدام .