الجبال في القرآن الكريم
جملة أخرى لافته للانتباه في القرآن تتعلق بوصف الجبال:
"أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا"
(النبأ:6-7).
نعلم اليوم أن الجبال لها جذور عميقة تحت سطح الأرض، وأن هذه الجذور قد تصل إلى أعماق أكبر بعدة مرات من ارتفاعها فوق الأرض، لذا فإن أنسب كلمة لوصف الجبال بناءً على هذه المعلومات هي كلمة "أوتاد"، بما أن أغلب حجم الوتد الموضوع بشكل صحيح يكون مدفوناً تحت الأرض. هذه النظرية عن الجبال وجذورها العميقة لم تقدم إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر. والجبال أيضاً تلعب دوراً مهماً في تثبيت قشرة الأرض، فهي تمنع اهتزاز الأرض. "
وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ "
(النحل:15).
وبالمثل فإن النظرية الحديثة للصفائح التكتونية تقول إن الجبال تعمل كمثبتات للأرض، وهذه المعرفة عن دور الجبال كمثبتات للأرض لم يتم فهمها في إطار الصفائح التكتونية إلا بعد عام 1960! يذكر القرآن العديد من الأشياء عن العالم الطبيعي، ويدعونا للتفكير العميق والتدبر، وأن أصحاب الفهم سيدركون أن هذه كلها إشارات تشير إلى قوة وحكمة الخالق، وأن كل هذا ليس للمتعة أو من اجل لا شيء، بل لغرض عميق نبيل.
القرآن ليس كتاباً علمياً، بل كتاب إشارات وآيات، فمن السهل أن نفهم كيف أن الخالق سيعلم هذه الأشياء عن أصل الكون والعالم، وتفاصيل التطور الجنيني، وأن للجبال جذوراً، ولكن ليس من السهل أن نفهم كيف لمحمد أن يذكر هذه الأشياء في القرآن إن لم يكن نبياً، ويبدو أن قبول هذا الأمر هو ما يجب أن يفعله أي شخص صادق عقلاني.