الخطوة الثانية: التعلم والتعليم بمنهج التدارس

فعن عقبة بن عامر الجهني قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّةِ (1) فقال: أيُّكُمْ يحب أن يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إلى بُطْحَانَ أو العَقِيقِ؛ فيَأْتِيَ مِنْهُ بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ، يَأخُذُهُمَا بغير إثْمٍ بالله عز وجل، ولا قَطْعِ رَحِمٍ؟ قالوا: كُلُّنَا يا رسولَ الله! قال: فَلأَنْ يَغْدُوَ أحدُكُم كلَّ يَوْمٍ إلى المسْجِدِ؛ فيَتَعَلَّمَ آيتين من كِتَابِ الله عزَّ وجلَّ؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ناقتين! وثَلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأرْبعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أرْبعٍ! ومِنْ أعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ!)

لقول الله تعالى:

 (وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)

وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه و سلم:

 (إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالما أو متعلما!)

وقوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله لم يبعثني مُعَنِّتاً ولا مُتَعَنِّتاً؛ ولكن بعثني مُعَلِّماً مُيَسِّراً)

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس! وكان أجود ما يكون في رمضان، حين   يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فَيُدَارِسُهُ القرآنَ، فَلَرسُولُ الله صلى الله عليه وسلم  أجودُ بالخير من الريح المرسلة!)

وهو ما ذكرنا من قوله تعالى:

 (وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)

(وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)

ما جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إلَى النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسّنّةَ. فَبَعَثَ إلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ. يُقَالُ لَهُمُ الْقُرّاءُ. فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ. يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللّيْلِ يَتَعَلّمُونَ)... الحديث

من قوله عليه الصلاة والسلام: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).