السابع من الأمور المعينة علي الإخلاص و دفع أضداده : المجاهدة
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )
، فالله عز وجل علق الهداية بالجهاد ، فأكبر الناس هدايةً أعظمهم جهاداً ، كما قال ابن القيم رحمه الله ، و ذلك كما ذكرت لكم فيما سبق ، أنّ الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته و ينقص بنقصانه ،
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ )
، و الحكم هو الهداية ، و الوصف هو المجاهدة ، فكلما ازدادت مجاهدة العبد كلما ازدادت هدايته ، و كلما قلت مُجاهدته كلما قلت هدايته .
يقول ابن القيم : فأكمل الناس هدايةً أعظمهم جهاداً ، و أفرض الجهاد جهاد النفس و جهاد الهوى و جهاد الشيطان و جهاد الدنيا ، فمن جاهد هذه الأربعة في الله ، هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته ، و من ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد .
قال الجنيد : و الذين جاهدوا أهوائهم فينا بالتوبة لنهدينّهم سُبل الإخلاص ، و لا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً ، و من نُصر عليها نُصر على عدوه ، و من نُصرت عليه نُصر عليه عدوه .
يقول بعض السلف : لأن ألقى الشيطان أحب إليّ من أن ألقى فلاناً ؛ أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله عز وجل