الشفاعة العظمى
وعن هول الموقف العظيم يوم القيامة يقول الشيخ الشعراوي: الناس تختلف في هذه اللحظة.. فكل واحد له حالة تتناسب مع عمله.. أي كل نفس بشرية لها حال حسب ما قدمت في الدنيا.. فإن كانت من المتقين فإن لها حالة تتناسب مع درجة التقوي والقرب من الله.. وإن كانت من العاصين فإن لها حالة تتناسب مع درجة العصيان.
تتجمع الخلائق في أرض الحشر.. وهي الأرض التي نعيش عليها لتنطلق إلي الأرض الميعاد وهي الأرض التي سيتم الحساب عليها.. ويطول الموقف.. وتدنو الشمس من رءوس الخلائق.. ويروي لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يحدث يومئذ:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا علي ربنا. حتي يريحنا من مكاننا. فيأتون آدم. فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده. ونفخ فيك من روحه. وأمر الملائكة فسجدوا لك. فاشفع لنا عند ربنا. فيقول لست هناكم. ويذكر خطيئته. ائتوا ابراهيم الذي اتخذه الله خليلاً فيأتونه. فيقول: لست هناكم ويذكر خطيئته. ائتوا موسي الذي كلمه الله فيأتونه. فيقول: لست هناكم. فيذكر خطيئته. ائتوا عيسي فيأتونه. فيقول: لست هناكم. ائتوا محمداً صلي الله عليه وسلم فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فاستأذن علي ربي فإذا رأيته وقعت ساجداً. فيدعني ما شاء الله ثم يقال: ارفع رأسك. سل تعطه. وقل يسمع واشفع تشفع. فارفع رأسي. فأحمد ربي بتحميد يعلمني. ثم اشفع. فيجد لي حداً. ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة. ثم أعود. فأقع ساجداً مثله في الثالثة أو الرابعة. حتي ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن".
هذا الحديث الشريف يثير العديد من الاسئلة السؤال الأول هو: إذا كان محمد صلي الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة. فلماذا لم تقتصر شفاعته علي أمته فقط.. ولماذا شملت هذه الشفاعة سائر الأمم؟
ونقول: إن الله سبحانه وتعالي ارسل رسوله محمداًً صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين.. ومن مظاهر هذه الرحمة أن تعم جميع الخلائق. لهذا كانت له صلي الله عليه وسلم شفاعة عامة لكل خلق الله يوم القيامة وله شفاعة لأمته خاصة.