العبادات القلبية في بعض الأحيان معوضة للعبد عن عبادات الجوارح
أن العبادات القلبية قد تكون في بعض الأحيان معوضة للعبد عن عبادات الجوارح: ولنأخذ مثالاً على ذلك:
الجهاد في سبيل الله عز وجل: يأتي رجال للنبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم فيقول:لا أجد ما أحملكم عليه فيتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون،
فهؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[ مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ]
رواه مسلم وابن ماجة وأحمد
لماذا؟ لأن العذر قد حبسهم، فالإنسان قد لا يستطيع أن يعمل بعض الأعمال، ولكنه يبلغ مبلغ العاملين لها بنيته،
ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ]
رواه مسلم.
فدل على أن الإنسان إن لم يقم بالغزو ببدنه وجوارحه؛ فعليه أن يستحضر النية،
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:
[ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ]
رواه البخاري ومسلم.
فالنية لربما تكون معوضة عن عمل قد يعجز عنه الإنسان،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ]
رواه مسلم .