القرآن سر الكون ومعجزة القضاء والقدر
إنه القرآن، سر الكون ومعجزة القضاء والقدر،
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَاْلأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
(الزمر:67).
هذا الرب العظيم -لو أنت تعرفه- إنه يتكلم الآن، ويقول لك أنت،
نعم أنت بالذات؛ لو أنت تستقبل خطابه:
﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾
(المزمل:5)
فافتحْ صناديق الذخيرة الربانية بفتح قلبك للبلاغ القرآني وكن منهم:
﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾
(الأحزاب:39)
، إذن تتحول أنت بنفسك إلى خَلْق آخر تماماً، وتكون من "أهل القرآن" أوَ تدري من هم؟ إنهم "أهلُ الوَعْدِ" وما أدراك ما "أهلُ الوَعْد"؟ إنهم بَارِقَةٌ قَدَريةٌ مِن:
﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً﴾
(الإسراء:5)
.. أولئك "أهل الله وخاصته"
(رواه أحمد والنسائي وابن ماجه).
وأولئك أصحاب ولايته العظمى، الذين ترجم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما يرويه عن الله ذي العظمة والجلال:
"من عادى لي وليّا فقد آذَنتُه بالحرب!"
(رواه البخاري)،
ذلك؛ وكفى.
وليس من مصدر لهم إلا كلمات الله.. هي المعمل، وهي الزاد، وهي قوت الحياة، وهي المنهاج، وهي البرنامج، وهي الخطة، وهي الإستراتيجيا. وما نستهلك دونها من الكلام إلا
﴿زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾
(الأنعام:112)
. وليس عبثا أن العرب لما سمعتها تتلَى فزعت، فصاحت:
﴿لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾
(فصلت:26).
إنه المنهج نفسه الذي يتعامل به المغرضون اليوم مع القرآن، وهو الأسلوب المخادع عينه الذي تستعمله كل وسائله الإعلامية، بما فيها تلك الأشد فتكا وضراوةً: الفضائيات المباشرة الكبرى! وإنه لخطأ كبير ذلك الذي يمارسه بعض المخلصين للإسلام، من بعض دعاته؛ عندما يفتون بتحريم صحون الاستقبال الفضائي، أو بطرد جهاز التلفزيون من البيت أو تكسيره!
وما كانت محاربة الوسائل حلا ناجعا لدفع البلايا قط في التاريخ، وإنما كان أَولى بأولئك أن يدعوا إلى إدخال القرآن إلى البيت، وأن يجاهدوا لجعل تلك الصناديق مجالس قرآنية مفتوحة في كل بيت؛ إن البيت الذي يسكنه القرآن لا يدخله الشيطان أبدا!