اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه
قوله تعالى:
"كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"
وكان النبي إذا قام من الليل يصلي يقول:
"اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل. فاطر السماوات والأرض. عالم الغيب والشهادة. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" وفي حديث أبي ذر –رضي الله عنه: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم "
أخرجه مسلم (2577).
كمال الإنسان مداره على أصلين: معرفة الحق من الباطل، وإيثار الحق على الباطل، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين"
قف وتأمل مع هذا الدعاء المجمل من الأدعية المأثورة والجميلة التي كثيراً ما نرددها " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " وكم من المعاني العظيمة التي تحملها تلك الكلمات والتي تجبرنا على الوقوف عندها والتأمل فيها
ذَلِك َبِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوااتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ
( وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقّ ُقَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ)
( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَل ْهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّنقَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ )
( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى..........إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّاعَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّتَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍوَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
إن للكلمة أثرا وينبني عليها سعي الآخرة وطريق الهجرة إلى الله ورسوله وكم من كلمة بنيت عليها اعمال صالحات كأمثال الجبال راسيات وكم من كلمة هدمت ودكت حصونا وأسقطت بنايات للدين كم من كلمة أورثت صاحبها الجنة وكم من كلمة اورثت صاحبها النار وإن ذلك ليعظم خطره وليشتد أثره في أزمان الفتنة وأوقات المحنة فيختلط الحابل بالنابل ويصبح الحليم حيرانا ماذا يقول وبأي شيء ينصح وقد اختلط الأمر عليه كثيرا.
ومن سمات الفتن والمحن اختلاط الامور فيها وعدم التبين لتفاصيلها ولذلك فإن نبينا بين أن القاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي فلا يعجل العبد على ما بين يديه فإن من وراء ذلك يوما موقوف فيه يحاسبه الله على كل كلمة وعلى كل خطوة فلابد وأن يقدم الإنسان قدمه فيما تبين له فاما إن لم يتبين فما ينبغي أن يتقدم او يتأخر فإننا نعمل بشرع الله لا بمحض الآراء ولا الأهواء والعبد يشفق أن يقف بين يدي الله وقد قدم بينه وبين الله صحائف مسودات بكثير من الذنوب والسيئات هذا بينه وبين الله فكيف يلقى الله بما هو فوق ذلك فيسود تلك الصفحات بإفساد غيره بإهلاك غيره أو إضلاله بتلك المظالم أو هذا لبغي والطغيان
إننا لابد أن نقدم الدين وضوابط الشرع الذي تعلمناه طويلا إنها امتحانتا وابتلاءات لتستخرج مكنونات تلك الصدور لنشهد على أنفسنا ويشهد الله علينا بأن تديننا مغشوش.
كونوا داعية للخير ولو على جهة السكوت والصمت فلربما كان السكوت أحيانا أفصح جوابا وهذا لا نعني به اختيارا ولا بيانا بقدر ما ننظر به إلى أن العبد لا بد عليه أن ينظر أين يضع قدميه
من سمات تلك المحن ان تختلط الأمور على كثير من الناس فلا يتبينوا الصواب من الخطأ قليل من وهبهم الله في هذه الأيام وأمثالها العلم والعمل والفراسة والرسوخ بحيث ينجيهم الله بما آتاهم وينجي غيرهم يهم فعليكم بما يقوله العلماء الكبار وأهل الدين من أكابر ذلك العلم الذين شهد لهم الناس بالعلم فلا يكادون يختلفون عليهم أنظروا أين الجمع وأين ما اتفق عليه سواد أهل العلم ممن اتفق الناس على علمهم ورسوخهم وتفننهم في تلك المحن المردية فلابد وأن نستمسك به فإن اختلفوا فلا تتعجل أين تضع قدميك ودعك ممن قال ما أوقعنا فيما نحن فيه غير الشيوخ فرق بين الشيخ والعالم فرق بين الواعظ والفقيه فليس كل من تصدر صار شيخا وإنما نريد العالم ولما صرنا نختلف ونتحكم لغير العلماء صار هذا حالنا لا نريد من فعل بعض الشيوخ والوعاظ مع حسن الظن بهم أن يكرهونا في العلماء وأن نترك رأيهم ومذهبهم ونستمع لغير أهل الدين فضلا عن غير المسلمين أصلا
إن أي وضع للدستور او للقانون لن يجتمع عليه كل الآراء ولا كل العقول لأنه لابد من فرق بين قانون ووضع الله وقانون ووضع البشر
هناك وصايا في القرآن وصية الله لرسله ولخلقه ووصية الأنبياء لخلفائهم ووصية الصالحين فخذ من وصايا لقرآن ما ينفعك ويفـيدك لكي ترتاح