النصح له سبحانه وتعالى
ومن حق الله تعالى على عباده النصح له سبحانه:
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه، من حديث تميم الداري رضى الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم ، قال: «الدين النصيحة» (ثلاثًا)، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: «لله عز وجل، ولكتابه، ولرسوله صل الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم».
فالنصيحة لله تعالى تقتضي القيام بأداء الواجبات على أكمل الوجه وهذا هو مقام الإحسان، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه سبحانه يراك، وكذلك الاجتهاد في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات، وترك المحرمات والمكروهات. فالنصيحة لله عز وجل هي شدة العناية باتباع محبة الله تعالى في أداء ما افترض، ومجانبة ما حرم. وأن يؤثر الله تعالى على كل محبوب بالقلب وسائر الجوارح، وأن تكون العبادة خالصة له سبحانه لا شريك له؛ ولهذا قال تعالى: ]لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[[التوبة: 91].
فسماهم الله محسنين لنصيحتهم لله بقلوبهم لما منعوا من الجهاد بأنفسهم.