النصف الآخر من الفاتحة
الموضع الرابع
وهي قوله تعالى { اهدنا الصراط المستقيم .. } إلى آخر سورة الفاتحة
هذه الآيات اشتملت على دعوات وهي تقرأ في كل صلاة فريضةً كانت أونافلة ، فهي ركن من أركان الصلاة .
جاء في الحديث القدسي « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل ... إلى أن قال: يقول العبد «اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ...» قال : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل . (مسلم).
الدعوة الأولى : « اهدنا الصراط المستقيم » أي : المؤمن يسأل الله تعالى في كل صلاة الهداية ورسوخه فيها وازدياده منها ، واستمراره عليها .
الدعوة الثانية: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } المنعم عليهم هم المذكورون في قوله تعالى { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً } النساء69 أي أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك .
الدعوة الثالثة: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } هم اليهود وكل من علم الحق ولم يعمل به، أي سألت الله أن لا تتشبه ولا تتخلق وتسلك طريق المغضوب عليهم.
الدعوة الرابعة: { وَلا الضَّالِّينَ } : هم النصارى وكل من جهل الحق ، أي سألت الله أن لا تتشبه ولا تتخلق بهم وتسلك طريق الضالين..
قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ: وقدم اليهود على النصارى في الذكر ، لأنهم كانوا هم الذين يلون النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانوا جيرانه في المدينه بخلاف النصارى فإن ديارهم كانت نائية ، ولهذا نجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن أكثر من خطاب النصارى .
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : هذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.