الواسع ... العليم الحكيم
الواسع ... العليم الحكيم
*من أسمائه سبحانه وتعالى الواسع و هو الذي وسع رزقه جميع خلقه و وسعت رحمته كل شيء وغناه كل فقر . وقال ابن الأنباري الواسع من أسماء الله الكثير العطاء الذي يسع لما يسأل قال وهذا قول أبي عبيدة . ويقال الواسع المحيط بكل شيء من قوله (وسع كل شيء علما ) . وقال أبو إسحق في قوله تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم ) يقول أينما تولوا فاقصدوا وجه الله تيممكم القبلة إن الله واسع عليم يدل على أنه توسعة على الناس في شيء رخص لهم قال الأزهري أراد التحري عند إشكال القبلة والسعة نقيض الضيق . وقوله تعالى ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة ) قال الزجاج إنما ذكرت سعة الأرض هاهنا لمن كان مع من يعبد الأصنام فأمر بالهجرة عن البلد الذي يكره فيه على عبادتها كما قال تعالى (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ). وقوله تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) أراد جعلنا بينها وبين الأرض سعة جعل أوسع بمعنى وسع .وقيل أوسع الرجل صار ذا سعة وغنى . وقوله ( وإنا لموسعون ) أي أغنياء قادرون . ويقال أوسع الله عليك أي أغناك ورجل موسع وهو المليء و توسعوا في المجلس أي تفسحوا و السعة الغنى والرفاهية على المثل و وسع عليه يسع سعة و وسع كلاهما رفهه وأغناه وفي النوادر اللهم سع عليه أي وسع عليه ورجل موسع عليه الدنيا متسع له فيها و أوسعه الشيء جعله يسعه .
* قال امرؤ القيس:
فتوسع أهلها أقطا وسمنا وحسبك من غنى شبع وري
وقال ثعلب قيل لامرأة: أي النساء أبغض إليك فقالت التي تأكل لما و توسع الحي ذما .وفي الدعاء اللهم أوسعنا رحمتك أي اجعلها تسعنا .ويقال ما أسع ذلك أي ما أطيقه ولا يسعني هذا الأمر مثله . ويقال هل تسع ذلك أي هل تطيقه و الوسع و الوسع و السعة الجدة والطاقة وقيل هو قدر جدة الرجل وقدره ذات اليد .وفي الحديث إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم أي لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم .وفي حديث آخر قاله إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وقد أوسع الرجل كثر ماله وفي التنزيل(على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ).
الآيات التي ورد بها اسم الله تعالى (واسع عليم)
الواسع :
هو المحيط بكل شيء علما , والجواد الذي عمت رحمته كل مؤمن وكافر وكل بر وفاجر وهو الغني الكامل وهو من لا نهاية لبرهانه ولا غاية لسلطانه ولا حد لذاته وأسمائه وصفاته , فلا ساحل لبحر معلوماته ولا نهاية لمقدوراته التي لا تتناهى فهو سبحانه وتعالى الواسع المطلق , واسع في علمه فلا يجهل , واسع في قدرته فلا يعجل, واسع فلا يعزب عنه أثر الخواطر في الضمائر, واسع فلا يحد غناه ولا تعد عطاياه.
العليم:
هو المحيط علماً لكل شيء ظاهره وباطنه دقيقه وجليله أوله وآخره فاتحته وعاقبته وهو العالم والكاشف بكل شيء , وهو الذي لا تخفى عليه خافية , ولا يعزب عن علمه قاصية ولا دانية ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر على عطيته , واعتذر عن قبح خطيئته.
الآيات:
1-{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}البقرة115
2-{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ
أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ
وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}البقرة247
3-{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}البقرة261
4-{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}البقرة268
5-{وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }آل عمران73
6-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}المائدة54
7-{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}النور32