حقيقة امتلاء ما بين السماء والأرض بـ(سبحان الله والحمد لله)
قوله صلى الله عليه وسلم: ( سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض )، أشرنا في الكلمة السابقة أننا الآن ما أصبحنا نحتاج إلى تأويل ولا نفتقر أبداً إليه، أصبحت القضية حقيقة ماثلة بين أعيننا، كنت مع الحافظ ابن حجر قدس الله روحه وطهرها فوجدته يؤول هذا اللفظ ويقول: الثواب هو الذي يملأ ما بين السماء والأرض، والصحيح الآن أن هذه الكلمة تملأ ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماوات والأرض؛ لأننا إذا قلنا: (سبحان الله والحمد لله)، أو: (سبحان الله وبحمده)، وخرجت من فم أحدنا إذا باركها الله وبارك فيها وعليها سوف تبقى تتموج وتتموج وتتموج في الأثير حتى تملأ ما بين السماء والأرض، وتعطى بمقدارها حسنات، وتملأ ما بين السماوات أو ما بين السماء والأرض، وقد استدللنا على هذا بالمخترعات الحديثة، إذ الآن أمكن أن نخرج من المسجد ويأتي أحد المختصين بعد ساعة فيأخذ صورة لظلنا المتبقي هنا ويلتقط أصواتنا التي نطقنا بها، ومعنى هذا أنها لم تفن ما تبددت، باقية تتموج، وهذا سر نقلها من إقليم إلى آخر، إذ لا تنقل إلا بواسطة الأثير، فيبقى اللفظ على ظاهره، إذا قلت: (سبحان الله وبحمده)، أو: (سبحان الله والحمد لله)، أو قلت ما شاء الله أن تقول من الكلمات الطيبات التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تملأ ما بين السماء والأرض إلا ملأت، بمعنى: تبقى تتموج في الكون وتغشاه.
ولا تقولن: والكلمات تصطدم مع بعضها البعض؟ الجواب: هل يتصادم النور مع النور؟ هل يحجب هذا عن هذا؟ الجواب: لا، وهي كلمات أنوار: ( سبحان الله والحمد الله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ).