سهام الليل لا تخطئ.
قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم ..
من منَّا لم ينعم الله عليه؟!
فنعمه سبحانه تلوح في الآفاق..
وتظهر علينا في كل صغيرة وكبيرة؛ في رزقنا وعافيتنا وأولادنا وحياتنا بكلّ مفرداتها، وما خفي علينا أكثر وأكثر ..
ولذلك فإنَّ حق شكرها واجب علينا لزاماً في كل وقت وحين، وأحقّ الناس بالزيادة في النعمة هم أهل الشكر ..
وأنسب أوقات الشكر حينما يقترب المنعم وينزل إلى السماء الدنيا..
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلل قيامه ويقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً". أي: أفلا أشكر الله عزَّ وجلَّ.
أخي .. أختي جاءتك فرصة الغفران ..
تعرض كل ليلة ..
بل هي أمامك كل حين، ولكنها في الثلث الأخير أقرب إلى الظفر والنيل...
قم .. وأحسن الوضوء ..
ثم أقم ركعات خاشعة ..
أظهر فيها لله ذلَّكِ واستكانتكِ له ..
استشعر السكون والطمأنينة بالتضرَّع وابتهل إلى ربك في خلوة السعادة والفرح مع الباريء عز وجل.
قم .. وأحسن الظن بربك ..
تحنن إليه بجميل أوصافه .. وسعة رحمته .. وجميل عفوه.. وعظيم عطفه ورأفته
لتسترسل الدموع وتغسل الاوجاع وتهدأ النفس وتجلى الهموم .
قم .. اهمس في سجودك بخضوع وخشوع : أستغفرك اللهمَّ وأتوب إليك ..
ربَّ اغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين ..
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.أو بأي دعاء تشاء.