شرح أسماء الله الحُسنى _ الأول ، الآخر، الظاهر ، الباطن
1- الأوَّلُ، 2- الآخِرُ، 3- الظاهِرُ، 4- الباطِنُ([1])
قال الله تعالى: ]هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ [([2])، هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبي r تفسيراً جامعاً واضحاً فقال يخاطب ربه: ((اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخرُ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهرُ فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء))([3]) إلى آخر الحديث،ففسّر كل اسم بمعناه العظيم،ونفى عنه ما يُضاده ويُنافيه.فتدبّر هذه المعاني الجليلة الدّالة على تفرّد الرب العظيم بالكمال المطلق والإحاطة الزمانية في قوله:((الأوّلُ والآخرُ))،والمكانية في ((الظاهر والباطن)).
((فالأول)) يدلّ على أنّ كل ما سواه حادث كائن بعد أنْ لم يكن،ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى.
((والآخر)) يدل على أنه هو الغاية،والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألُّـهها، ورغبتها، ورهبتها، وجميع مطالبها.
((والظاهر)) يدل على عظمة صفاته،واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوّه.
((والباطن)) يدلّ على اطّلاعه على السرائر، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء،كما يدلّ على كمال قربه ودنوّه. ولا يتنافى الظاهر والباطن؛لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت([4]).
------------------------------------
([1]) جمعت ما يسر الله لي من الأسماء الحسنى، وذكرت لكل اسم دليلاً من الكتاب، أو السنة، ثم عرضت هذه الأسماء كلها على شيخنا عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله، فما أقرّه أثبتّه، وما توقّف عنه أو نفاه أسقطته، حتى اجتمع لي أكثر من مائة اسم بالأدلة الصحيحة، ثم اخترت من هذه الأسماء الحسنى تسعة وتسعين اسماً، وشرحتها شرحاً مختصراً، وقد نقلت الشرح من مصادر أهل التحقيق، والعلماء الراسخين في علم العقيدة: كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، والعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وغيرهم.
ومن الأسماء التي عرضتها على شيخنا ابن باز رحمه الله فأقرها، ولم أدخلها في هذا الشرح:
المستعان، والمسعِّر، والطيب، والوتر.
وقد جاء في بعض الأحاديث أسماء لم أعرضها على شيخنا، ولم يتيسر إدخالها في هذا الشرح، ومنها ما يأتي:
1-الجواد؛ لحديث: ((إن الله جواد يحب الجود )) [ أخرجه أبو نعيم في الحلية، 3/ 263،
و5/ 29، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 1/ 395، وسلسلة الأحاديث الصحيحة،
4/ 17، برقم 1627، وحجاب المرأة المسلمة، ص 11].
2- الديَّان؛ لحديث: ((يحشر الناس يوم القيامة حفاةً، عراة، غرلاً... ثم يناديهم بصوت يسمعه من بَعُد، كما يسمعه من قرُب: أنا الملك، أنا الديَّان... )). [أحمد، 3/ 495، والحاكم،
4/ 574، وصححه، ووافقه الذهبي، وابن أبي عاصم في السنة، 1/ 225، برقم 514، والبيهقي في الأسماء والصفات، 1/ 139- 140، وقال الألباني في تخريجه لكتاب السنة لابن أبي عاصم: ((صحيح ))، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 1/ 209، و13/ 465].
* ومعنى الديّان: القهّار. [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 2/ 149].
3- المحسن؛ لحديث: ((إن الله تعالى محسن يحب المحسنين ))، وفي لفظ: ((إن الله محسن يحب الإحسان )). [أخرجه الطبراني في الكبير، 7/ 332، وعبد الرزاق في المصنف، برقم 8603، وذكره الألباني في صحيح الجامع، 1/ 374، برقم 1819، ورقم 1820، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، 1/ 761، برقم 470.
([2]) سورة الحديد، الآية: 3 .
([3]) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم 2713.
([4]) الحق الواضح المبين، ص25، وشرح النونية للهراس، 2/67 .