صفة الجنة
تأمل يا أخي الكريم وقف وفكر، فإن الجنة قد تزينت لك، وفتحت أبوابها الثمانية لاستقبالك أنت، فإن الجنة التي خلقها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، نعيمها هو الفوز العظيم، وملكها هو الملك الكبير، وأرضها وتربتها المسك والزعفران، وسقفها عرش الرحمن، وهي محفوفة بالغلمان والولدان، ومزينة بالحور العين من الخيرات الحسان، كما قال عز وجل: كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ [الرحمن:73-74]، وقال سبحانه: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ [الواقعة:17-18] ..
بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ [الصافات:46]، وقال عن أنهار الجنة: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ [محمد:15]، فالجنة تنادي عليك في هذا الشهر الكريم، وقد تزينت لك، وأكلها دائم وظلها، وفيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).