عبادة الله باسمه تعالى العفو
د. أشرف حجازي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
❁
قال الله تعالى: (*إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا*)
وهو *العفو المنتقم* الذي يعفو عمن يستحق العفو وينتقم ممن يستحق الانتقام.
والله تعالى أخبر عن نفسه فقال أنه *كثير العفو* يعني الذي يبالغ في الصفح عن عباده، وإنه
(*وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ*)
*المعاني والدلالات لاسمه تعالى العفو:*
*1- العفو هو محو الذنب، وعدم المعاقبة عليه في الدنيا ولا في الآخرة، ومحو أثره في القلب وما يرتبط به من الشعور بالمذلة والمهانة والوحشة وانكسار القلب.*
فإن الله تعالى إذا محا الذنب من صحيفة العبد فعادت بيضاء، فإنه لا يزال في نفس العبد ذل المعصية الذي يكسر قلبه ويهين نفسه.
وما يزال في نفس العبد وحشة المعصية، وهي الشعور بالبعد عن الله، والبعد عن المحب والشفيق والعطوف والنصير، والإحساس بالتجافي والبعد عن الصالحين من عباد الله، والشعور بالقرب من الفاسقين وأفعالهم.
فمن رحمة الله تعالى وكرمه أنه إذا عفا عن عبده فإنه يزيل ويطمس أثر الذنب، فيزيل ذل المعصية ووحشتها من نفسه.
*2- والعفو يعني التجاوز، ويعني الزيادة، ويعني اليسر، ويعني المعافاة.*
*عبادة الله باسمه تعالى العفو* :
*من عفا عن الناس عفا الله عنه* .
ـ فالله تعالى أمر عباده بالعفو والتجاوز عن المظالم والأذى؛ لأنها صفته سبحانه، وهو أولى بذلك منهم، فمن فعل ما أمره به من العفو فهو جدير بأن يستحق عفو الله تعالى عنه .
قال الله تعالى: (*وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ*)
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « مَا زَادَ اللَّـهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ *إِلَّا عِزًّا* .»
❁
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْـجـَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْـمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْـجـَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْـكَذِبَ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْـجـَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلْقُهُ .»
[حسنه الألباني في الصحيحة 273]
ـ *وحسن الخلق* هو التغافل ، والتغافل هو اصطناع عدم سماع الإساءة أو العلم بها، وهو في الحقيقة *عفو عن المسيء* .