عبادة الله باسمه تعالى الوكيل

عبادة الله باسمه تعالى الوكيل


د. أشرف حجازي

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

* قال الله تعالى: ( *وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا* )

[النساء: 81]

وقال الله تعالى: ( *وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ* )

[الزمر: 62] 

ـ وهو *نعم الوكيل*

( *وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* )

[آل عمران: ١٧٣] 

*المعاني والدلالات لاسمه تعالى الوكيل* :

*1ـ هو الذي يكفي من التجأ إليه واعتمد عليه، ووثق بقدرته وبحكمته* .
*2- والله يحب المتوكلين* .

*عبادة الله باسمه تعالى الوكيل* :

*1ـ  ينبغي على العبد أن يطيع أمر الله، فلا يتوكل إلا عليه ولا يتعلق قلبه بغيره* .
*2ـ والتوكل هو الأخذ بالأسباب مع عدم الوثوق بها، وعدم تعلق القلب بها دون مسببها* .
*3ـ والتوكل هو اليقين في قدرة الله وعلمه وحكمته، وسائر صفات كماله*
*ـ والتوكل هو ما يتبع ذلك من كمال التسليم والتفويض لأمر الله، بل هو حسن الظن بالله وإساءة الظن بالنفس، والثقة في عطائه، والرضا بقضائه، والثقة في رحمته والرضا بكفايته* .
4- والتوكل على الله *شرط إيمان* العبد فمن توكل عليه كفاه، ومن توكل على غيره أخزاه، ومن توكل على غيره آمن بمن توكل عليه وكفر بالله.
5- ولينتبه العبد، فإن التوكل على غير الله *محرم* ، حتى لو كان باللفظ فقط.
* فيحرم أن يقول الرجل لآخر: «توكلت على الله وعليك» بل لا يتوكل إلا على الله وحده.
*6-والتوكل هو كمال التفويض إلى الله* .
ـ التوكل هو *كمال الطمأنينة* بتدبير الله.
 ـ وهو *الوثوق في حكمة الله* البالغة.
 ـ وهو *الرضا عن اختيار الله* ، وهو عدم تسخط قدره، فمن اعترض على قدر الله لم يكن راضيًا به، فإن حدث ما تكره قلت:

( *وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ* )

[البقرة: 216]

* وكل ذلك من *عمل القلب* ، وهو لا ينافي *عمل الجوارح* بدفع قدر الفقر بقدر السعي للرزق، وبدفع قدر المرض بقدر التداوي.
*7- والتوكل هو اليقين* :
* وهو شهود ملكوت الله وأنه المتصرف وحده في سماواته وأرضه، وأن مشيئته هي النافذة في كل ذرات الكون، فهو اليقين أن الأمر كله لله وحده، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فهو سبحانه وحده المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل، الضار النافع.
* وهو شهود أن نواصي الخلق بيد الله، إن شاء قَلَّبَ قلوبهم عليك، أو أذهب عقولهم عنك، أو قطع أفئدتهم فانقطع أثرهم وفعلهم.
*8-والتوكل هو حسن الظن بالله* :
* فلابد أن تحسن الظن بالله حتى تتوكل عليه، فلابد أن تظن أنه يحفظك ويعطيك.
*9- من حقق التوكل دخل الجنة بغير حساب* .
* أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أمته سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم المتوكلون،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ الْـفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* .»

[صحيح البخاري 6472و مسلم 220] 

 *10- صدق التوكل ناتجٌ عن العلم بأسماء الله وصفاته* :
* فهو ناتج عن اليقين بصفات العظمة والجلال، وصفات القدرة، وصفات العلم والسمع،  وصفات بره بعباده ورحمته بهم، وصفات جوده وواسع عطائه وإكرامه لأوليائه، وصفات ملكه وإحكام تصرفه في خلقه، وحكمته البالغة وأنه ما خلق شيئًا عبثًا، وأنه سيجازي المحسن بالجنة وسيجازي المسيء بالنار، وأنه صادق الوعد، وأنه يملك نواصي عباده وقلوبهم يقلبها كيف يشاء. 
*11- صدق التوكل* هو *عدم الاطمئنان عند وجود الأسباب، وعدم الجزع عند فقدانها* ، فالاطمئنان بالسبب والركون إليه من ضعف التوكل، وإنما ينبغي ألا يطمئن قلبه إلا بمسبب الأسباب ـ سبحانه وتعالى.   
* والمؤمن مع ذلك يبذل جهده في فعل الأسباب النافعة، ويعتقد أنها لا تنفع إلا بمشيئة الله.
* فترك الأخذ بالأسباب *طعنٌ في الشرع* ، والاعتقاد في الأسباب *طعن في التوحيد* .
*12- وأعظم التوكل* على الله ما كان لصلاح دين العبد ودين غيره وهدايتهم، وزيادة إيمانهم وعلمهم، وما كان لنصرة الدين، وإعلاء كلمته وظهور الإسلام، ولإتمام الدعوة إلى الله، ولتحقيق الجهاد في سبيل الله، *وأعلاه* ما كان في أمر دخول الجنة والنجاة من النار، *وأكمله* ما كان في دخول الفردوس الأعلى من الجنة، فإنه يعمل لذلك أعمالاً تليق بهذا المقام، ثم يتوكل على الله لتحصيل ذلك المراد من بلوغ أعلى الدرجات.
*13- والتوكل كان سلاح الأنبياء* .
ـ فقد كان سلاح  *إبراهيم* ـ عليه السلام ـ حين أُلقى في النار.
ـ وكان سلاح *نوح* ـ عليه السلام ـ حين كفر به قومه.
ـ وسلاح *هود* ـ عليه السلام ـ حين عاداه قومه.
ـ وسلاح *يونس* ـ عليه السلام ـ حين بلعه الحوت.
ـ وسلاح *يوسف* ـ عليه السلام ـ حين ألقى في السجن.
ـ وسلاح *موسى* ـ عليه السلام ـ حين أدركه جيش فرعون.
ـ وسلاح نبينا *محمد* ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين وقف الكفار على باب الغار.
ـ وسلاح *أصحاب محمد* ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين اجتمع عليهم عدوهم. 
*14- البلاء يظهر التوكل* .
* إن التوكل الحق لا يظهر إلا في المواقف الشديدة، وإن الله يحب أن يرى صدق التوكل عليه من أوليائه *فيبتليهم ليخرج أفضل ما عندهم* ، فيجازيهم عليه بما أعد لهم من كرامته، وما كانوا ليبلغوا تلك الدرجات لولا أن ثبتهم على طاعته.

*للمزيد برجاء الرجوع لموقع* www.Iam-Muslim.com
السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ عبادة الله باسمه تعالى الوكيل

  • الوكيل

    د. باسم عامر

    الدليل: قال الله تعالى: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]. وقال تعالى: ﴿ فَأَعْرِضْ

    21/05/2023 223
  • عبادة الله باسمه تعالى البديع

    د. أشرف حجازي

     الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. قال الله تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ

    25/11/2018 2457
  • عبادة الله باسمه تعالى الجــبار

    د. أشرف حجازي

    المعاني والدلالات لاسمه تعالى الجبار: 1ـ هو الذي يجبر كل كسير وفقير وذليل. فمن لكل أرملة ويتيم إلا هو؟! ومن لكل نازلة وبلاء إلا هو سبحانه؟! لولا جبره لقلوب

    09/10/2018 2446
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day