عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم


فريق عمل الموقع

أ- في القديم: منذ أن ظهر دين الإسلام وأهل الكتاب يكيدون لهذا الدين ولنبيه، ويتربصون بالمؤمنين الدوائر.
وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- عن عداوتهم للمسلمين، وأنها من سننه الكونية، قال الله تعالى:
{وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217]
.
وقال:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ} [البقرة:109]
.
وقال:
{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105]
.
وأخبر تعالى أنهم لا يقنعون بشيء حتى نتبعهم في دينهم, قال عزَّ وجلَّ:
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم} [البقرة:120]
.
ولقد وقف النصارى من المسلمين موقف المعادي المبغض الشانئ, وحاولوا بكل ما أوتوا من قوة على مرِّ العصور أن يردوا هذه الأمة عن دينها, وسلكوا في هذا السبيل طرائق شتى، وخططاً مختلفة ملائمة لكل زمان ومكان.


 ففي الماضي قاموا بحرب المسلمين وغزوهم في بلادهم، مع أنهم كانوا ينعمون في ظل عدالة الدولة الإسلامية أكثر مما يلقونه تحت حكم النصارى أنفسهم.
وما الحروب الصليبية عنا ببعيد، تلك الحروب التي استمرت قرنين من الزمان (490هـ -690)هـ، والتي قامت بين المسلمين في المشرق العربي وبين الصليبيين القادمين من أوربا؛ لاحتلال بيت المقدس وبلاد الشام ومصر، والقضاء على الإسلام، وَوَقْفِ انتشاره في أوربا.
وهي حروب دينية شنَّتها أوربا النصرانية الحاقدة بدعوى تحرير القدس من المسلمين، والحقيقة أنها قامت لإذلال المسلمين، ورغبة في القضاء على الإسلام.
ويذكر المؤرخون أن لتلك الحرب أسباباً كثيرة، ولعل أهمها وأجلاها وأوضحها ما يلي:
1- الحقد الصليبي، والعداء للإسلام.


2- ما أثاره الرهبان والبابوات في نفوس النصارى في أوربا, ومن تلك الإثارات ما قام به القديس بطرس؛ حيث أخذ يجوب أوربا على حماره، ويحرض الأوباش والعوام على تحرير القدس, والاستعداد لنزول المسيح.


3- رغبة النصارى في التوسع.


4- رغبة البابا أوربان الثاني في توحيد الكنيستين الشرقية والغربية, ومحاولته جمع النصارى تحت هدف مشترك، وهو قتال المسلمين, وغزوهم في بلادهم، وذلك عندما دعا البابا أوربان الثاني إلى مؤتمر (كليرمونت)، وألقى فيه كلمة مشهورة ملأها بالهجوم على المسلمين، وإثارة الأحقاد في نفوس النصارى, ثم أخرج في نهاية الخطبة صليباً، وعلَّقه على صدره, ودعا الحاضرين إلى تعليقه والدفاع عنه.
هذه - بإجمال- أسباب الحروب الصليبية.


وبعد ذلك بدأت أول حملة عام (490)هـ, بقيادة (جود فري دريموند)، واستولى على كثير من بلاد الشام، ثم تتابعت الحملات، واستولوا على كثير من بلاد المسلمين، وأهمها بيت المقدس عام (492)هـ, وما كانوا ليستطيعوا فعل ذلك لولا أن المسلمين متناحرون متفككون يشتغل بعضهم ببعض.
عندئذ قام النصارى بتلك الحروب، وقتلوا المسلمين شرَّ قتلة في كثير من الأماكن، وخصوصاً في بيت المقدس؛ حيث مثَّلوا في القتلى، فلم يوقروا كبيراً، ولم يرحموا صغيراً, حتى النساء لم تسلم منهم، بل إن الزهاد والعباد الذين انقطعوا للعبادة في بيت المقدس لم يسلموا منهم, حتى إن الخيل غاصت إلى الركب من جثث القتلى؛ حيث قتل الآلاف من أهل تلك البلاد.
ومهما يكن من شيء فإن المسلمين آنذاك كانوا يعرفون الداء والدواء؛ فالداء يكمن في بعدهم عن دينهم وعقيدتهم, والدواء بالرجوع إلى ذلك, فهم يعرفون سبيل العزة.
ولماَّ كانت تلك الجذوة تتحرك في قلوبهم؛ ولما كانوا يتَّهمون أنفسهم ويلقون باللائمة عليها، كان ذلك بداية طريق العزة.
ومن هنا تعالت صيحات الجهاد، وارتفعت الدعوات مطالبة باستعادة الأراضي، وطرد عُبَّاد الصليب, ولذلك سادت الروح الجهادية في ذلك العصر, ونجد أن الشعراء قد وقفوا شعرهم على شعر الجهاد وتحريك الهمم، كما نجد ذلك في قصيدة أبي المظفر الأبيوردي التي  قالها محرضاً على الجهاد بعد استيلاء الصليبيين على بيت المقدس عام (492)هـ, يقول:


مزجنا دماء بالدموع السواجم


 


فلم يبق منا عرضة للمراحم 


وشر سلاح المرء دمع يفيضه


 


إذا الحرب شبت نارها بالصوارم


فإيهاً بني الإسلام إن أمامكم


 


وقائعَ يُلْحِقْنَ الذُّرى بالمناسم


وكيف تنام العين ملء جفونها


 


على هفوات أيقظت كل نائم


وإخوانكم في الشام يضحى مقيلهم


 


ظهور المذاكي أو بطون القشاعـم


تسومهم الروم الهوان و أنتم


 


تجرون ذيل الخفض فعل المسالم


وكم من دماء قد أبيحت ومن دُمى


 


تواري حياء حسنها بالمعاصم


بحيث السيوف البيض محمرة الظُّبا


 


وسمر العوالي داميات اللهازم


وتلك حروب من يَغِبْ عن غمارها


 


ليسلمَ يقرعْ بعدها سن نادم


فليتهم إن لم يذودوا حميةً


 


عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم


و إن زهدوا بالأجر إذ حمي الوغى


 


فهلا أتوه رغبة في الغنائم


فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه


 


رمينا إلى أعدائنا بالجرائم

 

مزجنا دماء بالدموع السواجم


 


فلم يبق منا عرضة للمراحم 


وشر سلاح المرء دمع يفيضه


 


إذا الحرب شبت نارها بالصوارم


فإيهاً بني الإسلام إن أمامكم


 


وقائعَ يُلْحِقْنَ الذُّرى بالمناسم


وكيف تنام العين ملء جفونها


 


على هفوات أيقظت كل نائم


وإخوانكم في الشام يضحى مقيلهم


 


ظهور المذاكي أو بطون القشاعـم


تسومهم الروم الهوان و أنتم


 


تجرون ذيل الخفض فعل المسالم


وكم من دماء قد أبيحت ومن دُمى


 


تواري حياء حسنها بالمعاصم


بحيث السيوف البيض محمرة الظُّبا


 

2010/02/28 3528
السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ عداوة النصارى للمسلمين، وموقفهم منهم

  • أهل الكتاب

    فريق عمل الموقع

    أهل الكتاب   من الأمثلة المثيرة حول النوع الأخير من اختبارات صحة القرآن المذكورة في القرآن الكريم

    30/09/2010 6612
  • الشعائر عند النصارى _ تقديس يوم الأحد

    فريق عمل الموقع

    من المعلوم أن المسيح عليه السلام من بني إسرائيل، وبنو إسرائيل يعظمون يوم السبت ويقدسونه، فكان المسيح عليه السلام

    25/01/2010 5335
  • الشعائر عند النصارى _ حمل الصليب وتقديسه

    فريق عمل الموقع

    النصارى يرمزون بالصليب الذي يحملونه، والذي لا تكاد تجد نصرانيا إلاّ وهو يحمله، إلى صلب المسيح عليه السلام عندهم.

    25/01/2010 4890
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day