يا أمَّة الحق ماذا بعد قد نفدت *** كل الدعاوي وكلَّت دونها الفكر
ماذا سوى عودة لله صادقة *** عسى تبدل هي الحال والصور
عسى يعود لنا ماضي به ازدهرت *** كل الدنا واهتدى من نوره البشر
4 ـ إنَّ مما يستفاد من هذه الآية، أنَّ العلم بالتوحيد، لا يعني الإبقاء على تعلمه ومعرفته من ناحية نظريَّة معرفيَّة فحسب، بل ينبغي أن يقودنا ذلك لممارسة هذا التوحيد واقعاً ومنهج حياة، وقد كان صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقومون بذلك، بل وصفهم من جاء بعدهم من التابعين بأنَّهم كانوا كالمصاحف يمشون على ظهر المدينة ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ وعودة للآية: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة محمد: 19]، فإنَّا نجد عقِبَها مباشرة: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [سورة محمد: 19]، والمعنى أن يتبع هذا العلم الذي يتعلمه المرء المسلم؛ العمل به والتطبيق له، ولهذا نجد الإمام البخاري بوَّب باباً في صحيحه بعنوان: (باب العلم قبل القول والعمل) واستدل بقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} فبدأ الله تعالى بالعلم قبل القول والعمل.
إنَّنا ينبغي أن نعترف بأنَّ أيَّ خلل طارئ على من وحَّد الله ، لا يكون ذلك إلَّا بعدة أشياء، ومن ألزمها ذكراً:
• ضعف مراقبة الله، وقلَّة الوازع الديني الذي يجب أن يتنامى في القلب، حتى لا يكون القلب كالكوز مجخياً ، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً.
• ضعف ارتباط العبد بربه من نواحي العبادة كالرجاء والخوف والمحبة والاستعانة والاستغاثة، وقلة الانطراح بين يديه، والانكباب على عتبة بابه، مع أنَّ هذا الأمر من أشدِّ الأمور، التي لزمها الأنبياء والأولياء الصالحون، ومنهم إبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث كان داعية للتوحيد، ومحطماً لأوثان المشركين، ومع هذا فقد خاف على نفسه من أن تشاب بلوثات شركية، فقال لربه داعياً: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم: 35]، ومكمن المسألة في ذلك؛ دعاء إبرهيم ربَّه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام . ثمَّ يبين إبراهيم ـ عليه السلام ـ سبب دعائه، فيقول: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ} [سورة إبراهيم: 36]، ولهذا علَّق الإمام إبراهيم التيمي على قول إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قائلاً: ومن يأمن البلاء بعد أبو الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ؟ (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ: عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ/ صـ 74).
ومما يستنتج من دعائه ـ عليه السلام ـ أن الأشياء التي تعبد من دون الله، قد يكون لها حجم واسع من التأثير على الناس، بإضلالهم عن الصراط المستقيم ، ويمثِّل أهل العلم عليه بأمثلة، ومنها أن يلجأ شخص إلى القبور فيستغيث بأصحابها أو يدعو متوسلاً بأصحابها، فيستجيب الله دعائه بسبب إخلاصه لله في الدعاء، وتضرعه أثناء الرجاء، فيعطيه الله مراده، فيظن ذلك الداعي أنَّ ذلك حصل بسبب دعائه عند صاحب ذلك القبر، فيذهب له ويزداد تعلقه به، وهكذا مع العلم بأنَّ هذا الرجل الذي قام بهذه الطريقة غير المشروعة، أراد الله أن يعطيه مراده بمشيئة الله وإرادته الكونية القدرية، وليس بسبب دعائه عند من لا ينفع ولا يضر أو توسله به أو استغاثته به، فيفتن الرجل بذلك الطاغوت،ويلتجئ إليه في سرِّه وعلانيته، وفي شدَّته ورخائه ـ عياذاً بالله ـ {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً} [سورة المائدة: 41].
إنَّنا ينبغي أن نعترف بأنَّ أيَّ خلل طارئ على من وحَّد الله ، لا يكون ذلك إلَّا بعدة أشياء، ومن ألزمها ذكراً:
• ضعف مراقبة الله، وقلَّة الوازع الديني الذي يجب أن يتنامى في القلب، حتى لا يكون القلب كالكوز مجخياً ، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً.
• ضعف ارتباط العبد بربه من نواحي العبادة كالرجاء والخوف والمحبة والاستعانة والاستغاثة، وقلة الانطراح بين يديه، والانكباب على عتبة بابه، مع أنَّ هذا الأمر من أشدِّ الأمور، التي لزمها الأنبياء والأولياء الصالحون، ومنهم إبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث كان داعية للتوحيد، ومحطماً لأوثان المشركين، ومع هذا فقد خاف على نفسه من أن تشاب بلوثات شركية، فقال لربه داعياً: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم: 35]، ومكمن المسألة في ذلك؛ دعاء إبرهيم ربَّه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام . ثمَّ يبين إبراهيم ـ عليه السلام ـ سبب دعائه، فيقول: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ} [سورة إبراهيم: 36]، ولهذا علَّق الإمام إبراهيم التيمي على قول إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قائلاً: ومن يأمن البلاء بعد أبو الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ؟ (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ: عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ/ صـ 74).
ومما يستنتج من دعائه ـ عليه السلام ـ أن الأشياء التي تعبد من دون الله، قد يكون لها حجم واسع من التأثير على الناس، بإضلالهم عن الصراط المستقيم ، ويمثِّل أهل العلم عليه بأمثلة، ومنها أن يلجأ شخص إلى القبور فيستغيث بأصحابها أو يدعو متوسلاً بأصحابها، فيستجيب الله دعائه بسبب إخلاصه لله في الدعاء، وتضرعه أثناء الرجاء، فيعطيه الله مراده، فيظن ذلك الداعي أنَّ ذلك حصل بسبب دعائه عند صاحب ذلك القبر، فيذهب له ويزداد تعلقه به، وهكذا مع العلم بأنَّ هذا الرجل الذي قام بهذه الطريقة غير المشروعة، أراد الله أن يعطيه مراده بمشيئة الله وإرادته الكونية القدرية، وليس بسبب دعائه عند من لا ينفع ولا يضر أو توسله به أو استغاثته به، فيفتن الرجل بذلك الطاغوت،ويلتجئ إليه في سرِّه وعلانيته، وفي شدَّته ورخائه ـ عياذاً بالله ـ {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً} [سورة المائدة: 41].
4 ـ في هذه الآية تنبيه لبعض الدعاة القائلين بأنَّ قضية التوحيد سهلة، ولاتحتاج إلى ذلك التكثيف العلمي والتعليمي، أو أنَّ لدينا من هموم الأمة ما يحوجنا بالكلام عنها أكثر من قضية باتت معروفة في أذهان المسلمين، والجواب عن ذلك:
أولا ـ أنَّه ـ تعالى ـ ما خلقنا إلا لعبوديته وتوحيده ، وإرساء تلك المعالم العقدية في قلوبنا، فقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات: 56]، ولو كانت دعوة التوحيد يسيرة لما جلس ـ عليه الصلاة و السلام ـ ثلاثة عشر سنة يدعو لذلك الناس مسلمهم وكافرهم.
أمَّا مسلمهم: فلكي يتأكد ذلك في قلوبهم وليكوِّن ـ عليه الصلاة والسلام ـ من قلوبهم قاعدة صلبة للبناء الإيماني ، لتتحمل الواجبات والفرائض المفروضة من قِبَلِهِ تعالى.
أمَّا مسلمهم: فلكي يتأكد ذلك في قلوبهم وليكوِّن ـ عليه الصلاة والسلام ـ من قلوبهم قاعدة صلبة للبناء الإيماني ، لتتحمل الواجبات والفرائض المفروضة من قِبَلِهِ تعالى.
وأمَّا كافرهم: فلتقوم الحجَّة عليهم، بالبلاغ المبين، والبيان الواضح، ولهذا بقي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يدعو لذلك جميع الناس حتى قبضت روحه الشريفه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ليبقى التوحيد في قلوب المسلمين صلباً ، لا تزعزعه أعاصير الشرك العاتية، ولا رياح التغيير المنحرفة عن المنهج الإسلامي: (منهج أهل السنة والجماعة).
ثانياً ـ أنَّ التوحيد ليس قضية سهلة، بل إنَّ هذه القضية على شفافيتها، فإنَّ تطبيقها والعمل بها من أصعب ما يكون، ولهذا قال ـ سبحانه ـ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [سورة المزمل: 5]، قال الإمام مالك: "ليس في دين الإسلام شيء سهل، واستدلَّ بهذه الآية".
والمقصود أنَّ التوحيد والإيمان يحتاج سنوات عديدة في العمل لأجله، ومجاهدة النفس على تنقيتها مما يخل بذلك، لتتأصل النفس على الإبقاء عليه، والاستمساك بحبله، وقد قال جندب بن عبدالله وعبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم ـ : "تعلمنا الإيمان ثمَّ تعلمنا القرآن، فازددنا به إيماناً".
ثالثاً ـ إنَّ مآسي الأمة ونكباتها لاريب أنَّها تبعث الأسى في القلب، ولكنها راجعة لعدة أسباب أولها ذكراً: ضعف إيماننا بالله وتعلقنا به وعبوديته الخالصة، فكم يوجد في عصرنا من المنتسبين إلى الإسلام، يشركون بالله، ويقصدون القبور للطواف حولها، والتعلق بأصحابها، والاستغاثة بهم؟!
وكم يوجد منهم ممَّن يستغيث بغير الله، ويحلف بغير الله، ويستهين بحرمات الله؟!
وكم هو منتشر في بلاد المسلمين التحاكم إلى القوانين الوضعية المغايرة للإسلام؟!
وكم من منافق يدسُّ سمَّه في الظلام، ويطعن المسلمين خلف ظهورهم، وكم من خائن يدلُّ أهل الكفر على المسلمين المستضعفين، ويبيع دينه بثمن بخس؟!
كم يُعْرَض في وسائل الإعلام من الأمورالمنحرفة عن التوحيد الخالص بتعظيم الكفار، والتشبه بهم، والتمنطق بأقوالهم، والتهنئة بأعيادهم، وربط صلات التآخي والمودة معهم؟!
وكم هو منتشر في بلاد المسلمين السحر والسحرة والشعوذة والتعلق بالرقى والتمائم والتعاويذ الشركية. وكم انتشرت البدع والانحرافات الفكرية ما بين مقلٍّ ومكثرٍ في عقول الكثير من المسلمين.؟!
والتعاويذ الشركية، وكم انتشرت البدع والانحرافات الفكرية ما بين مقلٍّ ومكثرٍ في عقول الكثير من المسلمين.؟!
إنَّ تقصير الكثير من المنتسبين إلى الإسلام بتلك القضايا المصيرية أمر واضح، فمتى يترك هؤلاء ذلك الخطل والخلل؟!
ولهذا فإنَّ الإمام ابن تيمية لمَّا رأى تكالب الجيش التتري المغولي على بلاد الإسلام وتقتيله المسلمين وكثرة الهزائم المتتابعة عليهم ، نظر بعين البصر والبصيرة أسباب تلك الهزائم فوجد أنَّ من أهمها إصلاح عقائد من تلوث ممن ينتسب للإسلام بدرن الشرك بالله، وقد حدَّث ـ رحمه الله ـ كيف أنَّه لما هاجم التتارُ بلادَ الشام؛ خرج أهل الشام يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضُرِّهم ، وقال بعض شعرائهم:
يا خائفـين من التـتـر *** لوذوا بقبر أبي عمر
لوذوا بقبـر أبي عمـر*** ينجيكموا من الخطر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: "فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً" كتاب الاستغاثة للإمام ابن تيمية (2/276ـ277).
والمقصود أنَّ التوحيد والإيمان يحتاج سنوات عديدة في العمل لأجله، ومجاهدة النفس على تنقيتها مما يخل بذلك، لتتأصل النفس على الإبقاء عليه، والاستمساك بحبله، وقد قال جندب بن عبدالله وعبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم ـ : "تعلمنا الإيمان ثمَّ تعلمنا القرآن، فازددنا به إيماناً".
ثالثاً ـ إنَّ مآسي الأمة ونكباتها لاريب أنَّها تبعث الأسى في القلب، ولكنها راجعة لعدة أسباب أولها ذكراً: ضعف إيماننا بالله وتعلقنا به وعبوديته الخالصة، فكم يوجد في عصرنا من المنتسبين إلى الإسلام، يشركون بالله، ويقصدون القبور للطواف حولها، والتعلق بأصحابها، والاستغاثة بهم؟!
وكم يوجد منهم ممَّن يستغيث بغير الله، ويحلف بغير الله، ويستهين بحرمات الله؟!
وكم هو منتشر في بلاد المسلمين التحاكم إلى القوانين الوضعية المغايرة للإسلام؟!
وكم من منافق يدسُّ سمَّه في الظلام، ويطعن المسلمين خلف ظهورهم، وكم من خائن يدلُّ أهل الكفر على المسلمين المستضعفين، ويبيع دينه بثمن بخس؟!
كم يُعْرَض في وسائل الإعلام من الأمورالمنحرفة عن التوحيد الخالص بتعظيم الكفار، والتشبه بهم، والتمنطق بأقوالهم، والتهنئة بأعيادهم، وربط صلات التآخي والمودة معهم؟!
وكم هو منتشر في بلاد المسلمين السحر والسحرة والشعوذة والتعلق بالرقى والتمائم والتعاويذ الشركية. وكم انتشرت البدع والانحرافات الفكرية ما بين مقلٍّ ومكثرٍ في عقول الكثير من المسلمين.؟!
والتعاويذ الشركية، وكم انتشرت البدع والانحرافات الفكرية ما بين مقلٍّ ومكثرٍ في عقول الكثير من المسلمين.؟!
إنَّ تقصير الكثير من المنتسبين إلى الإسلام بتلك القضايا المصيرية أمر واضح، فمتى يترك هؤلاء ذلك الخطل والخلل؟!
ولهذا فإنَّ الإمام ابن تيمية لمَّا رأى تكالب الجيش التتري المغولي على بلاد الإسلام وتقتيله المسلمين وكثرة الهزائم المتتابعة عليهم ، نظر بعين البصر والبصيرة أسباب تلك الهزائم فوجد أنَّ من أهمها إصلاح عقائد من تلوث ممن ينتسب للإسلام بدرن الشرك بالله، وقد حدَّث ـ رحمه الله ـ كيف أنَّه لما هاجم التتارُ بلادَ الشام؛ خرج أهل الشام يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضُرِّهم ، وقال بعض شعرائهم:
يا خائفـين من التـتـر *** لوذوا بقبر أبي عمر
لوذوا بقبـر أبي عمـر*** ينجيكموا من الخطر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: "فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً" كتاب الاستغاثة للإمام ابن تيمية (2/276ـ277).
وبعد... ألسنا بحاجة ماسَّة إلى وقفة محاسبة، ترجعنا إلى أهمية الإعادة والتكرار لمبادئ التوحيد، وقضاياه الكلية، من قِبَلِ دعاة الإسلام، ومن ثمَّ تنبيه الناس لذلك، وعقد الندوات والمحاضرات والدروس المتتابعة لأجله، في جميع أنحاء الأرض، ليكون المسلمون في حصن حصين، وحرز مكين، من كلِّ داعية سوء، أو صاحب ضلالة مردية، تجنح بهم إلى الكفر والفسوق والعصيان، ولهذا فإنَ دواعي الأسى والنكبات في هذه الامَّة لن تزول إلاَّ بعدَّة أمور أولاها وأولها ذكراً؛ توحيد الله تعالى والإيمان الراسخ به حقَّ الإيمان، وإنَّ من سنن الله ـ تعالى ـ ألاَّ يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، من الانحراف عن المنهج، وسلوك الطريق الخاطئ، وتضييع الأمانة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأنفال: 53]، وقد أحسن الشاعر المسلم محمد إقبال حين قال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان *** ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دينٍ *** فقد جعل الفناء لها قريناً
وفي التوحيد للهمم اتحاد *** ولن تبنوا العلا متفرقينا
فهل نعاود قراءة القرآن، وكتب أهل العلم من أهل السنَّة والجماعة ونستفيد منها دروساً في التوحيد والإيمان، ونطبقها في أرض الواقع، ودنيا الناس، مقتفين أثر سلفنا الصالح، حين اهتموا بهذه القضية وأولوها عناية تامَّة، وقدَّموها على جميع العلوم والمعارف، ورحم الله الإمام أبا حنيفة حين قال مؤكداً على أهمية التفقه في التوحيد: الفقه في الدين أفضل من التفقه في العلم.
أسأله ـ تعالى ـ أن يميتنا على الإسلام، والتوحيد الخالص غير مبدلين ولا مغيرين، ومن الله العون والسداد، وهو الموفق للرشاد.
: طريق الإسلام