في زمن ضاع فيه الحياء
أيها المؤمنون: إن ما تعانيه المجتمعات اليوم من المحن وتتابع الفتن واستباحة المحرمات ومعانقة الرذيلة، ما ذاك إلا بسبب فقد الحياء، وذهاب الحياء.
إن منزوع الحياء لا تراه إلا على قبح، ولا تسمع منه إلا لغوًا وتأثيمًا، عين غمازة، ونفس همازة، ولسان بذيء؛ يتركه الناس اتقاء فحشه، مجالسته شر، وصحبته ضُر، وفعله عدوان، وحديثه بذاء.
إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي ** وَلَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ
فَلا وَاللَّهِ مَا فِي العَيْشِ خَيْرٌ ** وَلا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ
يَعِيشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ ** وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ