قدرة الله في الكون
يمتلئ الكون بالمعجزات والعجائب والأسرار التي تدل على قدرة الله تبارك وتعالى في خلق هذا الكون المزدحم بهذا الكم الهائل من الكواكب والنجوم والأقمار والتي لا يعلم عدها غير الله وفق نظام بالغ الدقة يدعو إلى التفكر والتدبر في عظمة الخالق وبديع صنعه ودلائل قدرته الجليلة والتي تعود على الإنسان بالنفع في كمال إيمانه وإخلاص العبادة لله فيزداد حب العبد لربه وخضوعه له وتسليم الأمر لله والتوكل عليه في جميع الأمور.
هندسة البناء في الكون
المتأمل في بناء الكون يلاحظ هندسة هذا البناء الكوني في مجموعة الكواكب الشمسية التي تدور في دورات منتظمة حول الشمس في مجموعة من المسارات المحددة لها والتي قدرها الله تبارك وتعالى وكذلك الأقمار التي تدور حول الكواكب في مدارات متوافقة مع النظام العام للمجموعة الشمسية ومن مظاهر قدرة الله في الكون أيضا وضع الأجرام السماوية وموقعها بين بعضها البعض فهذا البناء الهندسي المحكم من النجوم والمجرات والغازات والدخان والغبار والتي تملأ الكون في اتساق مذهل يحافظ علي المسافات بين هذه الأجرام السماوية، يقول الله تعالي في كتابه العزيز: (الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين) [غافر: 64]. و قوله أيضا: (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء) [البقرة: 22].
التوازن في الكون
الله سبحانه وتعالى قدر كل شيء في هذا الكون فلا مجال للصدفة أو العشوائية أو الخطأ فكل ما في الكون يسير فق نظام دقيق ومحكم ومن ذلك التوازن العجيب بين مكونات الغلاف الجوي الذي يتكون من ستة أنواع مختلفة من الغازات، فالغلاف الجوي يتكون ممن النتروجين بنسبة 78% ويمثل الأوكسجين ما نسبته 21% وغازات أخرى بنسب قليلة مثل الارقون،الأوزون وثاني أكسيد الكربون وغيرها، ومن قدرة الله عز وجل في هذا الكون أن جعل نسبة الأوكسجين والمعدل المناسب واللازم لتنفس الكائنات الحية من إنسان ونبات وحيوان وسائر المخلوقات التي تعيش في هذا الكون، فسبحان الله الذي قال في كتابه العزيز " وخلق كل شئ فقدره تقديرا" فلو زادت نسبة الأوكسجين في الغلاف الجوي للأرض لأدى إلى اشتعال الغلاف الجوي ولهلك كل من علي سطح الأرض.
إذن هناك قوانين تنظم وتتحكم في هذا الكون أوجدتها القدرة الإلهية ومنها قانون التوازن والتي تتجلى فيها قدرة الله في خلق هذا الكون المذهل. ومنها أيضا أن جعل الله تبارك وتعالى كثافة الجليد والثلوج أقل من كثافة الماء مما يؤدى إلى طفوها على سطح الماء في البحار والأنهار والمحيطات وعدم استقرارها في الأعماق وما يترتب عليه من تجمد المياه في تلك البحار والأنهار وبقاء الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية على قيد الحياة .