قصة إسلام الصيني أما تشونج
هو الصيني أم تشونج يومانج المولود عام 1950م بمقاطعة لاتشيو لأبوين عاملين لهما من الأولاد ستة أما (أما تشونج) ثالث هؤلاء الستة وأذكاهم وأقربهم إلي قلب والديه لذا تعهد مع أبويه استكمال تعليمه فكان ينجح بتفوق في دراسته ويحدثنا عن نفسه قائلاً :
تصادقت مع مجموعة من الطلاب في الحي الذي أسكن فيه واكتشفت فيهم واحداً يمارس صلاة غير صلاتنا ويعتنق ديناً غير ما ندين به والحق أقول لم يعلن لنا عن نفسه بل كان مختلفاً عنا في كل شيء حتي شقاوة الطلاب في مثل عمرنا ما شاركنا فيها فتعمدت مضايقته بشتي الطرق وكان يتقبل مني طول لساني بصبر غير عادي إلي أن تطاولت علي دينه ذات يوم فإذا به يتغير ويسكت قليلاً ويرد بهدوء وثقة : سأكظم غيظي عنك وأعفو عنك لأن ديننا وكتابه الذي نزل من السماء يقول فيه سبحانه وتعالي : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } آل عمران
ولم أهتم بما قال بل تماديت في إيذائه بشتي الوسائل لكني أقول لك الحق : كنت أشعر أن إيذائي له يؤلمني أيضاً في الوقت الذي كان يسعد به زملاؤنا وأشهد الله أن هذا الإنسان ما زال له تأثير في حياتي إلي أن يقبضني الله فقد تخلفت عن مجموعة الرفاق مرتين وليست عادتي أن أتخلف بل كنت سباقاً لذلك ولثالث مرة لم أذهب فإذا به يدق باب بيتي يسأل عن سبب تخلفي ويعرف أني مريض فيدخل ليجلس بجواري داعياً ربه أن يرفع عنه غضبه ويشفيني .
الحق أقول لك : لقد أخجلني وجعلني أراجع نفسي في علاقتي به وبالرفاق الذين لم يسأل واحد فيهم عني ليعرف سبب تخلفي عنهم .
فسألته في خجل شديد : أبعد كل الذي أفعله معك تأتي إلي زيارتي ؟
فقال : علمنا ديننا أن التسامح من صفات المسلم وأين أنا من رسول الله نبي الإسلام حينما كان يخرج للصلاة فجر كل يوم فيجد الروث في طريقه فعرف أن أحد الكارهين للإسلام هو الذي يضع تلك القاذورات فابتسم وظل هذا الحال كثيراً إلي أن خرج رسول الله يوماً كعادته للصلاة فلم يجد الروث في طريقه فسأل عن واضعه وعرف أنه مريض فذهب لزيارته وتأثر الرجل كثيراً وبكي بين يدي رسول الله معتذراً ثم أسلم .
وانا لا أقول لك ذلك حتي تصير مسلماً فأنا أعرف أن الله يهدي إلي الإسلام من يشاء من عباده .
يقول أما تشونج : فشكرته علي زيارته لي وهو يودعني ورحت بعد ذلك منفرداً أتعرف علي الإسلام منه وأراد الله لي أن أكون مسلماً وأصبح أحد دعاته وزرت مصر والأزهر وأديت فريضة الحج وتزوجت مسلمة وأنجبت منها والحمد للله وأطلقت علي نفسي اسم : أمان الله .
لم أخي ظن أسرتي في فبعد أن درست الإسلام توجهت به إلي أبوي فكان برداً وسلاماً عليهما فدخلاه وانهمرت دموعي فرحاً وسعاد لأن جعلت أسرتي بالكامل تعتنق الإسلام الذي أعطاني راحة وطمأنينة ما كنا نحلم بها