قل مع الكون: لا إله إلا الله
قل مع الكون: لا إله إلا الله
فكل مَنْ في هذا الكون يعلم أن الله هو خالقه ورازقه فيشكره ويحمده ويعلم أن الله سبحانه هو إلهه فيطيعه ويعبده.
قال تعالى: [ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ][الإسراء : 44].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «.. اللهم ربَّ كل شيء ومَلِكَ كل شيء وإله كل شيءٍ ولك كل شيء أعوذ بك من النار»([1]).
ولله درُّ القائل:
سبحان من كان قبل الخلق أجمعه *** لا قبل من قبله لا بعد إلا هو
رب الوجود تعالى أن يحيط به *** علم العباد بلا شركٍ عبدناه
فانظر. تأمَّل. تفكَّر سوف تعرفه *** في كل شيء وتوقن أنه الله
هو الذي خلق الأشياء من عدم *** وكل شيء يسبحه ويخشاه
فالشمس والبدر من أنوار حكمته *** والبر والبحر فيضُ من عطاياه
فالعرش والكرسي والملكوت قدَّسه *** رغبًا ورهبًا سبحانه هو الله
والشمس تسجد له والنجم والشجر ***حُبًّا وشوقًا فالله مولاه
والمُزن سبَّح في جوِّ السما طربًا ***والرعد سبحه والريح تهواه
والصخر يهبط من عليائه خوفًا *** ويَفْجُر الماء ويبكي مما يخشاه
والبحر مجَّده، والموج كبرَّه *** والطير سبحَّه والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصمِّ يعرفه *** والنحل يهتف حمدًا في خلاياه
الكون يشكره والعبد يكفره *** والعبد ينسى
والعبد ينسى وربي ليس ينساه *** فكل ما حولنا فينا يذكرنا
إذا نسينا بأن إلهنا الله *** من ذا الذي يسمع الشكوى ويرفعها
ويستجيب لخلق الله إلا هو *** من يكشف السوء غير الله خالقنا
إن مسَّنا الضَّر من ندعوه إلا هو *** اخْتُصَّ باسمٍ فلا يحظى به أحدٌ
وذلك الاسم معروف هو الله
فهذا الكون كله يسبح بحمد خالقه سبحانه، وتعالى معي لنطوف في رحلةٍ بين السماء والأرض لنرى العابدين لله في كل مكان ولنقول معهم لا إله إلا الله.
انظر لهذا التقديس من حملة العرش ومن حوله.
حملة العرش ومَنْ حوله يلهجون بالتسبيح ويحفُّون من حول العرش بالإجلال والتقديس لله سبحانه.
قال تعالى: [ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ] [غافر : 7].
سبحان الله وبحمده لغة لكل المخلوقات: وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال نوحٌ لا بنه:... وأوصيك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وبها يُرزق الخلق...»([2]).
قال تعالى: [ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ] [الإسراء : 44].
كل المخلوقات تصلي لله وتسبحه في وقت واحد معًا:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما تستقل الشمس فيبقى شيءٌ من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم»([3]).
السموات السبع والأرض يسبحن بحمد الله.
قال تعالى: [ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ][الإسراء:44].
الرعد والسحاب يُسبِّحان «بحمد الله»:
قال تعالى: [ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ] [الرعد : 13].
مَلكَ عظيم يسبح الله «العليَّ العظيم»:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربَّنا، فيُرد عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبًا»([4]).
إسرافيل ويالصبره على طاعة الله –عزَّ وجل-ويا لذله بين يدي العزيز الجبار فانظر إلى حاله وهو يمسك بالصور في فمه منذ آلاف بل قد يكون ملايين السنين وتأمَّل دِقَّته في متابعة أمر الله –عزَّ وجلَّ.
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:([5])«كيف أنعم وقد التقم صاحبُ القرنِ القرنَ([6])وحَنَى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فَيَنْفُخ»([7]).
كل شيء يسجد لله
قال تعالى: [ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ][الحج : 18].
الشمس تسجد لله تحت العرش:
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش وذلك قوله تعالى: [ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ]»([8]).
وفي رواية أحمد: «فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها »
النجم يَسجد مع الشجر لربِّه وخالقه:
قال تعالى:[ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ][الرحمن : 6].
قال الشيخ السعدي –رحمة الله- : أي: نجوم السماء وأشجار الأرض تعرف ربها وتسجد له وتطيع وتخشع([9]).
الشجرة تسجد لله وتدعوه: عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكأن الشجرة تقرأ (سورة ص) فلما أتت على «السجدة» سَجَدَت فقالت في سجودها: «اللهم اغفر لي بها، اللهم حُط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرًا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته». فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: «سجدت أبا سعيد؟». قلت لا. قال: «فأنت أحق بالسجود من الشجرة». ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة (ص) ثم أتى السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها([10])
حتى الدواة والقلم يسجدان لمن أنزل القرآن –سبحانه:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم : «كُتِبَتْ عنده سورةُ النّجم، فلما بلغ السجدةَ سجد، وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلمُ»([11]).
تلبية الحجر والشجر والمدر مع المحرم بالحج أو العمرة:
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ملَبًّ يُلَبَّي إلا لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا عن يمينه وشماله»([12]).
خشوع الجبال لكلام الله:
سبحان الله، هذه المخلوقات الصلبة تؤمن بالله، وتذل لعِزَّته وتخشع، وتتواضع لعظمته وتخضع. سبحانه ما أعظمه.
قال تعالى: [ لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ] [الحشر : 21].
قال ابن كثير: أي فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه لخشع وتصدَّع من خوف الله –عزَّ وجلَّ- فكيف يليق بكم أيها البشر أن لا تلين قلوبكم وتخشع وتتصدع من خشية الله وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه([13]).
تشقق الحجارة وهبوطها وبكاؤها من خشية الله:
قال تعالى: [ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] [البقرة : 74].
قال مجاهد - رحمه الله-: كل حجر يتفجَّر منه الماء أو يتشقق عن ماء أو يتردَّى من رأس جبل لَمِن خشية الله نزل بذلك القرآن([14]).
وعن ابن أبي حاتم بسنده عن يحيى بن يعقوب في قوله:[لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ]، قال كثرة البكاء، وقوله:[ يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ] قال قليل البكاء([15]).
حُبُّ جبل أُحد لله ورسوله والمؤمنين:هذه المخلوقات قاسية المعدن لينةُ القلب، قوية البناء ناعمة المشاعر، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن جبل أُحد: «هذا جبل يحبنا ونحبه»([16]).
غضب السموات والأرض والجبال من أجل الله:
فإن السموات والأرض والجبال تغضب أن دُعي للرحمن ولدٌ، وتحزن أن هؤلاء السفهاء يسُّبون الله الواحد الأحد.سبحانه وتعالى عما يصفون
قال الله تعالى: [ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88)لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91)وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)] [مريم ].
إلى هؤلاء الذين ادعوا أن لله ولدًا، أما تخافون أن تنفطر فوق رؤوسكم السماء أو تبتلعكم الأرض أو تنهدم عليكم الجبال؟
معاداة الشجر والحجر لليهود من أجل الله:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم. يا عبد الله هذا يهوديُّ خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود»([17]).
حتى أجساد الكفار تعبد الله وتطيعه.
فالله خالقها ومصوِّرها سبحانه وتعالى فإنها تدين له وحده بالولاء والطاعة، فإذا أمرها أطاعت وإذا سخَّرها لأصحابها سُخِّرت وإذا سلبهم هذا التسخير سُلِبت وإذا مَسَخَها مُسخت.
أجساد اليهود تتحول إلى أجساد قردة وخنازير:
فانظر إلى أجساد اليهود حين عصوا الله - عزَّ وجلَّ –واحتالوا على شرعه واصطادوا يوم السبت الذي حُرِّم عليهم الصيد فيه فأمر الله أجسادهم أن تتحول إلى أجساد قردة فاستجابت الأجساد لأمر خالقها سبحانه.
قال تعالى: [ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) ][البقرة].
الأسماع والأبصار والجلود تشهد لله على أصحابها:
وفي يوم القيامة يسلب الله سبحانه تسخيره الأجساد لأصحابها فتطيع إلهها وتنطق الأسماع والأبصار والجلود وتشهد لله تعالى على أصحابها.
قال تعالى: [ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)][فصلت ].
حتى النار تعبد الله العزيز القهار- سبحانه وتعالى-:
فالنار وحرُّها ولهيبها يعبدون الله تعالى ويخضعون لقهره وسلطانه فإن أراد الله أن تحرق أحرقت وإن أراد الله أن تصبح النار بردًا، ولهيبُها نسيمًا عليلًا وحرُّها هواءً جميلًا لأطاعت لأمره وخضعت لقهره.
فمثلًا على ذلك: حين أُلقي إبراهيم - عليه السلام - في النار فجعلها الله عليه بردًا وسلامًا، قال تعالى:
[ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ][الأنبياء : 69].
الذئب يدعو إلى «لا إله إلا الله».
عن أهبان بن أوس - رضي الله عنه - قال: «كنت في غنم لي فشدَّ الذئب على شاة منها، فصحت عليه، فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال: «من لها يوم تنشغل عنها؟ تمنعني رزقًا رزقنيه الله تعالى؟ فصفَّقْتُ بيدي وقلت: والله ما رأيت شيئًا أعجب من هذا، فقال الذئب: أعجب من هذا، هذا رسول الله بين هذه النخلات يدعو إلى الله» «فأتى أهبان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم»([18]).
الهدهد. تهتدي على يديه أمة.
الهدهد يغار على «لا إله إلا الله» وعلى توحيد الله؟
فقد حَزِن الهدهد أن غير الله يُعبد، وتألم أن غير الله يُركع له ويُسْجد فانظر إلى همته العليَّة واستمع إلى لهجته الجادة القَويَّة وهو يحدث سليمان عليه السلام عن قوم سبأ فقال: [ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)] [النمل].
حب الخلق للدعاة إلى الله:
عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله وملائكته وأهلَ السماوات والأرض حتى النملة في جُحْرها، وحتى الحوتَ ليُصَلٌّون على معلمي الناس الخير». رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي رواية أخرى: «وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء». رواه أبو داود والترمذي.
النمل أمة تسبح الله:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول: «قرصت نملة نبيًا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأُحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملةٌ أحرقت أمَّة من الأمم تسبح»([19]).
---------------------------------------
([1]) رواه أحمد (2/117) برقم (5983)، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
([2])رواه النسائي واللفظ له، والبزار، والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
([3]) حسن: رواه ابن الشُّني، وأبو نعيم في الحلية عن عمرو بن عبسة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (5599).
([4]) أخرجه أحمد (5/435)، والبيهقي في «الأسماء» (ص475) وغيرهما، وانظر الصحيحة (1665).
([5])أخرجه الطبراني في الأوسط (7324)، وأبو الشيخ في العظمة (526)، والحاكم (4/297) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وصححه الحاكم، وانظر المنار المنيف (ص55،56)، والسلسلة الصحيحة (150).
([6])صاحب القرن: أي إسرافيل عليه السلام، والقرن هو الصور.
([7])رواه الترمذي واللفظ له، وقال: «حديث حسن»، وابن حبان في صحيحه.
([8]) رواه البخاري.
([9]) تيسير الكريم الرحمن (ص829).
([10]) رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه من ابن عباس، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ورواه أبو يعلى والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري، وحسنه الألباني في الصحيحة (2710).
([11]) رواه البزار بإسناد جيد، وانظر الصحيحة (3035).
([12]) رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وابن خزيمة في «صحيحه»، ورواه الحاكم وقال: «صحيح على شرطهما».
([13]) ابن كثير (4/331).
([14]) تفسير ابن كثير (1/109).
([15]) المصدر السابق نفسه.
([16]) رواه البخاري.
([17]) رواه مسلم (5203).
([18]) رواه أبو نعيم في الدلائل.
([19]) رواه البخاري.