كتابة الملائكة لأعمال العباد
الذي تدل عليه النصوص الشرعية: أن الملائكة تكتب الحسنات والسيئات من أعمال العباد، كما قال تعالى: ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) الانفطار/10-12.
وهؤلاء الملائكة ملازمون للإنسان في جميع أحواله، يكتبون أقواله وأفعاله كما قال تعالى: ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ) ق/17-18.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " .
وروى مسلم في صحيحه (128) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً.. ".
ورواه مسلم أيضاً (129) بلفظ: قَالَتِ الْملَائِكَةُ: " رَبِّ، ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ " .
وظاهر هذه النصوص: أن كتابة السيئات تكون بعد فعلها مباشرة، من دون وجود مهلة بين الفعل والكتابة، كما يفهم من قوله: فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا ، والفاء تدل على التعقيب.