كيف أحب الله بصدق
ربط الله عز وجل بين حب العبد الصادق له وبين الأعمال الصالحة وطاعته سبحانه وتعالى وإتباع أوامره والبعد عن كل ما نهى عنه، قال تعالي" ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (أل عمران:31)، فالحب الصادق لله عز وجل يبدأ بمعرفة الله حق المعرفة ومعرفة أسمائه وصفاته وهي بداية الطريق إلى الله عز وجل والتقرب منه ، فالله سبحانه ميز الإنسان بالعقل عن باقي المخلوقات لكي يتفكر ويتدبر في خلق السموات والأرض وفي مخلوقاته ليعرف عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى. ولقد حث الله المؤمنين على التفكر والتدبر في الكثير من الآيات القرآنية، قال تعالى" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" "الحشر: 21".
ولا يكتمل إيمان العبد حتى يكون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ماله وأبنائه ونفسه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا ويرحمنا ويدخلنا الجنة، ومن صفاته عز وجل أنه الرحيم، الحليم، الرحمن، الغفور، اللطيف، العفو، الودود، الكريم، وأنه أرحم بنا من رحمة الأم بطفلها الرضيع، وقد ثبت عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" قدم على النبي صلي الله عليه وسلم سبي عن عمر ابن الخطاب رضي اللهم عنهم قدم على النبي صلى اللهم عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى اللهم عليه وسلم: أترون هذه طارحة ولدها في النار قلنا لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال لله أرحم بعباده من هذه بولدها ).
كيف يحب الإنسان الله عز وجل
- علي المسلم أن يصدق في حبه لله عز وجل ويخلص نيته لله ومن الأمور التي تزيد من حب العبد لله تعالي وحبه عز وجل لعباده:
- المداومة على الطاعة والبعد عن المعاصي والذنوب تعظيما له سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" متفق عليه.
- ذكر الله تعالى من الأعمال التي تزيد من حب العبد لربه سبحانه وتعالى وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك عندما قال"أحب الأعمال إلى الله، أن تموت ولسانك رطب بذكر الله" رواه الطبراني.
- إدخال السرور وتفريج الكربات من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.
- التحلي بالأخلاق الإسلامية الحسنه تجعل العبد قريبا من ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" أحب العباد إلى الله أحسنهم خلقا"رواه الطبراني، ويجب علي العبد المسلم أن يحب الله بصدق ويخلص في نيته في سائر الأعمال وأن يجعلها خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فكلما أخلص النية لله كلما صدق في حبه لله عز وجل.