معرفة الله تعالى
كل ما في الوجود من المخلوقات مفتقر إلى الله ، وحادث بأمره وإرادته، ودال عليه سبحانه وتعالى.
والعاقل المؤمن يعرف ذلك بتدبر آيات الله ومخلوقاته في الآفاق وفي الأنفس، قال الله – تعالى }إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ [آل عمران: الآيتان 190، 191].
فالمؤمنون عرفوا الشأن الذي خلقهم الله من أجله فأتمروا بأوامر الله واجتنبوا نواهيه، طاعة له وطلبًا لثوابه، وهربًا من عقابه، لأنهم عرفوا أنهم لم يُخلقوا عبثًا ولم يتركوا سُدًى، بل خُلقوا لعبادة الله وحده، قال تعالى: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{ [الذاريات الآيات: 56 – 58].
وعرف المؤمنون أول ما افترض الله عليهم،وهو الإيمان به وتوحيده، والكفر بالطاغوت الذي أمروا أن يكفروا به، قال تعالى: }لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ [البقرة الآية: 256].
والطاغوت هو: ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عُبد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.