نعمة الهداية وأهميتها


الشيخ محمد مختار الشنقيطي

الحمد لله الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقلب القلوب والأبصار، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ما أظلم الليل وأضاء النهار.

 

أما بعد:

 

إخواني في الله! كم هي نعمة من الله عز وجل عظيمة، ومنة من الله تبارك وتعالى جليلة؛ تلك النعمة التي أخرج بها العبد من الظلمات إلى النور، وأنقذه من مزالق الهوى والردى والشرور! أيُّ ساعة تلك الساعة التي أقبلت فيها القلوب والقوالب على الله، أيُّ ساعة تلك الساعة التي عرف العبد فيها سيده ومولاه، أيُّ ساعة تلك الساعة التي انفطر فيها الفؤاد من خشية الله! أيُّ ساعة تلك الساعة التي أقبل العبد فيها على الله تبارك وتعالى من بعد إدبار وأحسن من بعد إساءة!

 

 

ما أعظمها من ساعة تلك الساعة التي نادت فيها النفس اللوامة، وانبعثت في النفس أشجان وأحزان؛ تُذكر العبد بعظيم نعمة الله جل وعلا عليه وجليل منته لديه، فانتبه من الغفلة، واستيقظ من المنام، وأقبل على الملك العلام.. أيُّ ساعة تلك الساعة التي لا يستطيع العبد شكرها ولا الوفاء بعظيم حقها، حُرِمتها أمم فهوت في مهاوي الردى والشرور، وأكرمك الله جل وعلا بالإقبال عليه، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، نعمةً منك وحدك لا شريك لك، فلك كما ينبغي أن تُحمد عليها.

 

 

إخواني! إن القلوب الصادقة تتقطع لهفاً وشوقاً للثبات على هذه النعمة، تريد البقاء في الطريق إلى الله.. تريد الثبات على سبيل الله.. تريد البقاء على هذه الهداية التي رُحمت بها من عذاب الله تبارك وتعالى.. تريد أن يثبت القدم؛ ولذلك يضطرب الجنان من خشية الله خوفاً أن تتبدل الأحوال أو تسوء العاقبة والمآل؛ لذلك تتساءل القلوب الصادقة، وتتلهف شوقاً وحنيناً لمعرفة الأسباب التي توجب ثبات القدم في السبيل إلى رب الأرباب.. تريد من يهديها ويدلها إلى العلاج الناجح لذلك البقاء.. تريد أن تثبت على هذه الهداية إلى لقاء الله جل وعلا، استجابةً لأمره وطاعة له سبحانه إذ يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] فحفظوا وصية الله وأرادوا تطبيقها، فاشتاقوا وتلهفوا لكي يكرمهم الله عز وجل بالبقاء والثبات على الهداية. 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ نعمة الهداية وأهميتها

  • قسم المنوعات السؤال الخامس

    يزن الغانم

    س: اذكر بعض نعم الله عليك؟١ - نعمة الإسلام، وأنك لست من أهل الكفر. ٢- نعمة السنة، وأنك لست من أهل البدع. ٣- نعمة

    27/07/2022 419
  • الهداية بدلالة الله عليها

    عبدالعزيز الطريفي

    الهداية لا تُعرَف بقناعة النفس بها، وإنما بدلالة الله عليها، فكم من ضالٍ يحسب أنه على حق (وإنهم ليصدونهم عن السبيل

    12/07/2019 1243
  • كلما زدت هداية زدت ارتقاء..

    عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

    والهداية: أكبر نعمة ينعم بها (الهادي) على عبده، وكل نعمة دونها زائلة. فالراسخون في العلم أكثر الناس حرصاً على

    24/11/2022 336
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day