نهاية فبداية
بنيتي! كفى شرودا عن باب الله! عودي إلى مولاك الذي صورك فأحسن صورتك! عودي إلى باب الرضى الرباني الكريم! تعرفي على الله! وتعرفي إلى جماله وجلاله، تعرفي إليه بقلبك، وبجمال أعمالك، فهو عز وجل
(جميل يحب الجمال، ويحب معاليَ الأخلاق ويكره سِفْسَافَها!)
كما هو ثابت في قول الرسول الكريم ([1]).
بنيتي..! اكتشفي ذاتك! وادخلي بحر المعرفة الربانية، فتلك سباحة لا يعرف بهاءها إلا من جربها.. وتعرفي على أنوار الأسماء الحسنى، وتجلياتها الفضلى، وتجولي بوجدانك في طريق الله، صعدا عبر مدارج الإيمان، وفضاءات الإحسان! فتلك سياحة لا يدرك لذتها إلا من ذاقها!
فهلا ذقت! هلا ذقت ما الدين؟ وما التدين؟ وما معنى التعرف إلى الله؟
هل تعرفين الله حقا؟ اسألي نفسك هذا السؤال! وركزي قبل الإجابة: ماذا تعرفين عنه؟ ماذا تعرفين عن جماله وجلاله؟ وماذا تعرفين عن تجليات أسمائه وإحسانه؟ هل ناجيته من قبل؟ هل أبصرت آياته في نفسك أنت؟ أنت، أنت دون سواك! ثم هل أبصرت آياته في الآفاق؟ وفي مسالك الحياة؟ كما تمرين بها أنت! لا كما تحكي الكتب والمقالات! هل شاهدت مسالك أنوارها في حياتك؟ هل رأيت كيف تنهمر بالنور من أعلى الآفاق لتشع بجمال السلام في الكون، بالليل وبالنهار؟ لِمَ لا تغترفين من هذا الحوض المتدفق من أعلى؟ لماذا تصرين على البقاء في الظلام؟
بنيتي! أنت حمامة، لك جناحان هما: صلاتك وحجابك! فطيري في فضاء الروح! غادري نتونة الصلصال المسنون! وانشلي ريشك من عفَن المستنقعات الآسنة! طيري إلى أعلى.. ثم أعلى ثم أعلى! في فضاءات التعرف إلى جمال الله، والاغتراف من نوره الطاهر الصافي؛ عساك تفرحين به ويفرح بك!
أنصحك بنيتي: جربي! ولك في كتابنا: (بلاغ الرسالة القرآنية: نحو إبصار لآيات الطريق) مدخل سالك – إن شاء الله - إلى هذه المعاني. فانطلقي إلى الحياة! انطلقي من القرآن إلى العمران!
ذلك توفيق الله. وإنما الموفقة من وفقها الله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران:200).
([1]). رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني. انظر حديث رقم: 1743 في صحيح الجامع.