هل أسماء الله تعالى توقيفية أو اصطلاحية ؟

لا شك أن أسماء الله تعالى توقيفية ، لا مجال لإثباتها بالعقل ، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) وبهذا يتبين خطأ من جعل من أسماء الله ما لم يذكره الله مثل: العلة الفاعلة , مهندس الكون الأعظم , العقل الأول , الروح الكلية , القديم , الصانع.

اختلف أهل العلم على ذلك على قولين:

القول الأول:

 أن أسماء الله عز وجل محصورة في عدد معين لحديث ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) [ متفق عليه ] وهذا قول ابن حزم.

القول الثاني:

 أنَّ أسماء الله تعالى لا تنحصر في هذا العدد ولا في أضعافه لحديث ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ...)     [ أخرجه أحمد في مسنده ( 3712 ) وأبن حبان في صحيحه ( 972 ) ]

 فدلَّ على أن من أسماء الله تعالى ما لا يعلمه إلا الله وهذا يدل على أنها لا تنحصر في عدد معين وهو قول الجمهور وهو الصحيح.

أما الحديث ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) فالحصر لترتيب الفضل وبيانه وليس المقصود منه حصرها في هذا العدد.