مفهوم الاسم

المعنى اللُّغويُّ:

(الرؤوف): الراحم، والرأفة: الرحمة. يقال: رؤفت به أرؤف رأفة. وفلان رؤف ورؤوف. وهو متعلق بالمفعول. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/86]. 

وفي"الرءوف" لغات. إحداها"رَؤُف" على مثال"فَعُل" وهي قراءة عامة قراء أهل الكوفة. والأخرى"رَؤوف" على مثال"فعول"، وهي قراءة عامة قراء المدينة، و"رَئِف"، وهي لغة غطفان، على مثال"فَعِل" مثل حَذِر. و"رَأْف" على مثال"فَعْل" بجزم العين، وهي لغة لبني أسد. [تفسير الطبري 3/171 – 172].

يقال إن الرأفة والرحمة واحد وقد فرقوا بينهما أيضا وذلك أن الرأفة هي المنزلة الثانية يقال فلان رحيم فإذا اشتدت رحمته فهو رؤوف. [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/ 62].

(الرؤوف): شديد الرأفة بعباده فمن رأفته ورحمته بهم أن يتم عليهم نعمته التي ابتدأهم بها.

ومن رأفته توفيقهم القيام بحقوقه وحقوق عباده.

ومن رأفته ورحمته أنه خوف العباد، وزجرهم عن الغي، والفساد كما قال تعالى: {ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ}.

فرأفته ورحمته سهلت لهم الطرق التي ينالون بها الخيرات ورأفته ورحمته، حذرتهم من الطرق التي تقضي بهم إلى المكروهات فنسأله تعالى أن يتمم علينا إحسانه بسلوك الصراط المستقيم، والسلامة من الطرق التي تفضي بسالكها إلى الجحيم. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/198– 199].

قال الحليمي في معنى الرؤوف: قال الحليمي: ومعناه: المساهل عباده، لأنه لم يحمّلهم- يعني من العبادات ما لا يطيقون - يعني بزمانة أو علة أو ضعف - بل حملهم أقل مما يطيقونه بدرجات كثيرة ومع ذلك غلظ فرائضه في حال شدة القوة , وخففها في حال الضعف ونقصان القوة وأخذ المقيم بما لم يأخذ به المسافر , والصحيح بما لم يأخذ به المريض , وهذا كله رأفة ورحمة. 

قال الخطابي: وقد تكون الرحمة في الكراهة: للمصلحة، ولا تكاد الرأفة تكون في الكراهة. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/153].

الفرق بين الرأفة والرحمة:

قال القفال رحمه الله: الفرق بين الرأفة والرحمة أن الرأفة مبالغة في رحمة خاصة وهي دفع المكروه وإزالة الضرر كقوله: ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله [النور: 2] أي لا ترأفوا بهما فترفعوا الجلد عنهما، وأما الرحمة فإنها اسم جامع يدخل فيه ذلك المعنى ويدخل فيه الانفصال والإنعام، وقد سمى الله تعالى المطر رحمة فقال: وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته [الأعراف: 57] لأنه إفضال من الله وإنعام. [تفسير الفخر الرازي 4/93].

فالرأفة أشد من الرحمة. وقال أبو عمرو بن العلاء: الرأفة أكثر من الرحمة، والمعنى متقارب. [تفسير القرطبي 2/158].

ماورد فيه من القرآن

وورد اسم الله (الرؤوف) في القرآن الكريم في 10 مواضع، حيث ذكر بلفظ (رؤوف) في 5 مواضع، وبلفظ (لرؤوف) في 5 مواضع.

المواضع التي ذكر فيها الاسم بلفظ (رؤوف):

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}

[البقرة: 207]

المزيد

ماورد فيه من السنة النبوية

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، إِنَّهُ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهِيَ: اللَّهُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْخَالِقُ، الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْمَلِكُ، الْحَقُّ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْعَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْبَارُّ، الْمُتْعَالِ، الْجَلِيلُ، الْجَمِيلُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْقَادِرُ، الْقَاهِرُ، الْعَلِيُّ، الْحَكِيمُ، الْقَرِيبُ، الْمُجِيبُ، الْغَنِيُّ، الْوَهَّابُ، الْوَدُودُ، الشَّكُورُ، الْمَاجِدُ، الْوَاجِدُ، الْوَالِي، الرَّاشِدُ، الْعَفُوُّ، الْغَفُورُ، الْحَلِيمُ، الْكَرِيمُ، التَّوَّابُ، الرَّبُّ، الْمَجِيدُ، الْوَلِيُّ، الشَّهِيدُ، الْمُبِينُ، الْبُرْهَانُ، الرؤوف، الرَّحِيمُ، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْبَاعِثُ، الْوَارِثُ، الْقَوِيُّ، الشَّدِيدُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، الْبَاقِي، الْوَاقِي، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، الْمُقْسِطُ، الرَّزَّاقُ، ذُو الْقُوَّةِ، الْمَتِينُ، الْقَائِمُ، الدَّائِمُ، الْحَافِظُ، الْوَكِيلُ، الْفَاطِرُ، السَّامِعُ، الْمُعْطِي، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْمَانِعُ، الْجَامِعُ، الْهَادِي، الْكَافِي، الْأَبَدُ، الْعَالِمُ، الصَّادِقُ، النُّورُ، الْمُنِيرُ، التَّامُّ، الْقَدِيمُ، الْوِتْرُ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " قَالَ زُهَيْرٌ: فَبَلَغَنَا مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ أَوَّلَهَا يُفْتَحُ بِقَوْلِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى»

[صحيح دون عد الأسماء، أخرجه ابن ماجة 2/1269 حديث3861، والترمذي 5/411 حديث 3507، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 48 حديث 19817، وصححه ابن حبان 3/88 حديث 808، والحاكم 1/62 حديث 41] .

المزيد

حال السلف مع الاسم

أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (الرؤوف):

  1. كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا سَوَّى عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرَهُ قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ عَبْدُكَ رُدَّ إِلَيْكَ فَارْؤفْ بِهِ وَارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنْكَ بِقَبُولٍ حَسَنٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَضَاعِفْ لَهُ فِي إِحْسَانِهِ، أَوْ قَالَ: فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ "

  2. قال سعيد بن جبير: {رؤوف}: {لَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} [النور: 20] يَعْنِي: «لَعَاقَبَكُمْ بِمَا قُلْتُمْ لِعَائِشَةَ» ، {وَأَنَّ اللهَ رَءُوفٌ} يَعْنِي: «رَؤُوفٌ بِكُمْ حِينَ عَفَا وَلَمْ يُعَاقِبْكُمْ فِيمَا قُلْتُمْ مِنَ الْقَذْفِ».

المزيد

التعبد بالاسم

1- العلم بأن الله تعالى هو الرؤوف بعباده:

فمن رأفته بنا - سبحانه -، أنه علم ضعفنا، فخفف عنا التكاليف، وأمرنا بأدائها على الوجه الذي لا يشق علينا، فقال -تعالى-: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾. وقال -تعالى-: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾.

ومن رأفته بنا - سبحانه -، أنه تقرب إلينا، وتحبب إلينا، وتعطف علينا، فحفظ علينا وسائل العبادة وتحصيل الأجر، من السمع، والبصر، واليدين، والرجلين.. فقال -تعالى- في الحديث القدسي: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ. وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" البخاري. أي: إن المؤمن يكره الموت، ولكن قد يكون في الموت رأفة به ورحمة. قال ابن عطاء الله السكندري: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك".

المزيد

الصوتيات

# العنوان المؤلف تشغيل
1

محاضرة بعنوان: بالمؤمنين رؤوف رحيم

الشيخ/ صالح بن عبد الله المغامسي
2

فقه الأسماء الحسنى - (47) - الرؤوف

الشيخ/ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
3

شرح أسماء الله الحسنى - الرؤوف

الشيخ/ هاني حلمي
4

في ظلال أسماء الله الحسنى - (32) الرؤوف

الشيخ/ محمد يسري إبراهيم
المزيد

المقالات

المزيد

كروت

...