اتباع الدليل حيثما يقود
الاكتشافات العلمية الحديثة تدعم بشدة القناعة بوجود إله مصمم لهذا الكون
الدليل على التصميم يمتد بعمق في جميع أنحاء الكون، من الفيزياء إلى علم الفلك والكونيات إلى الحمض النووي والكيمياء الحيوية وغيرها من المجالات العلمية، على نحو جليٍّ ومؤثِّر إلى الحد الذي جعل الفيلسوف الإنجليزي أنتوني فلو (Antony Flew)، وهو المفكر الملحد الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين، يتخلى عن إلحاده.
أعلن فلو، أشد المؤيدين للإلحاد لأكثر من خمسين عامًا، ضرورة وجود خالق لتفسير الكون وأشكال الحياة المعقَّدة والمنظَّمة فيه. وقد روى قصة تحوُّله من الإلحاد إلى الإيمان بوجود خالق في كتابه "هناك إله كيف غيَّر أشرس ملاحدة العالم أفكاره؟" (There is a God: How the World’s Most Notorious Atheist Changed His Mind)، حيث كتب يقول:
كانت مقولة سقراط الشهيرة "اتبع الدليل حيث يقودك" هي الشعار الذي عاش به الفيلسوف البريطاني طوال حياته، وباتباع الدليل المبني على التحليل المنطقي لأحدث المستجدات والاكتشافات العلمية، توصَّل "فلو" إلى النتيجة التالية:
أنا الآن أُؤمن بأن الكون قد جاء إلى الوجود بواسطة ذكاء لا محدود. أنا أُؤمن بأن قوانين الكون المعقدة تعكس ما أسماه العلماء (عقل الإله). أنا أُؤمن بأن الحياة واستمراريتها بالتكاثر أساسُها مصدر إلهي.
لماذا أُؤمن بذلك، مع الأخذ بالاعتبار أني أسهبتُ في شرح الإلحاد والدفاع عنه لأكثر من نصف قرن؟ الجواب باختصار هو أن هذه هي صورة العالم كما أراها (الآن)، والتي انبثقت من العلم الحديث؛ فالعلم سلط الضوء على ثلاثة أبعاد للطبيعة تشير إلى الإله:
الأول: هو حقيقة أن الطبيعة تخضع لقوانين.
الثاني: هو بُعد الحياة؛ نشوء كائنات ذكية التنظيم تقودها غايات، نتجت عن المادة.
الثالث: هو وجود الطبيعة في حد ذاته.
هذه الحجج الرئيسية الثلاث هي التي أجبرت "فلو" على الاعتراف بحتمية وجود خالق ذكي لهذا الكون: (1) أن الطبيعة تسير وفق قوانين ثابتة مترابطة. (2) أن الحياة بما تحويه من كائنات ذكية، موجهة بغايات وأغراض معيَّنة، مستحيل أن تنبثق من المادة الميتة. (3) أن الكون متوافق بشكل دقيق حتى الأجزاء من الثانية، ومهيأ ومُعَدٌّ بإحكام لقيام لحياة.
كما قال أنتوني فلو:
- "أظهرت مادة الحمض النووي (DNA)، من خلال حجم التعقيد الذي لا يُصدَّق في الترتيب المطلوب لإنتاج الحياة، أن الذكاء حتمًا قد تدخَّل لكي يجعل تلك العناصر الهائلة التنوع تعمل مع بعضها البعض". أنتوني فلو.
- "مع كل عام يمر، وكلما اكتشف المزيد عن الثراء والذكاء المتأصل في الحياة، يقل احتمال تسبب حساء كيميائي، بطريقة سحرية، في إنشاء الشفرة الجينية (الوراثية)". أنتوني فلو.
- "لقد اقتنعت أنه ببساطة من المستحيل أن تكون مادة الحياة الأولى (DNA) قد خرجت من مادة ميتة (غير حية) ثم تطورت إلى مخلوق معقد للغاية (وهو الإنسان)". أنتوني فلو.