أنواع الإعجاز التي أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم
أولاً: الإعجاز المادي:
أعطى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم معجزات مادية محسوسة عديدة منها:
1) الإعجاز المادي في القرآن الكريم:
معجزة انشقاق القمر، فقد عرض الدكتور عادل عبدالسلام أستاذ الجغرافيا في جامعة دمشق صورة للقمر أحضرها الرواد الأمريكيون للفضاء ـ وكما أخبرني الدكتور فاروق الباز أنهم صعدوا ست مرات للقمر ـ وفي هذه الصورة يظهر إنهدام في سطح القمر، امتلأ بالرمال، وسميت هذه المنطقة باسم بحر الرمال
قال تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ 1 وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ 2 ﴾
[القمر].
وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه (أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقتين، حتى رأوا حراء بينهما)([1]).
وفي الصحيحين: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى إذ انفلق القمر فلقتين فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا)([2]).
2) الإعجاز المادي في السنة النبوية
وأبرز المعجزات المحسوسة في السنة النبوية:
نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم:
وقد حدث ذلك مراراً في عدة مواطن في مشاهد عظيمة، وردت من طرق عديدة يفيد مجموعها العلم القطعي، وأشهرها ما أشار إليه حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: (عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضأ فجهش الناس نحوه فقال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا. قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة)([3]).
وفي هذا دلالة بالغة على أن الله على كل شيء قدير، كما أنه يبين للمسلم أنه متى اتكل على الله حق التوكل فإن الله سبحانه يكلؤه ويحفظه، ونبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وتفجر هذا الماء بين يديه في ركوة -وهي إناء صغير- دليل قاطع مبهر، وبرهان جلي على صدق هذا النبي، وهو الآية والعلامة على أن هذه الأمة على الحق الذي لا مرية فيه. وهو أبلغ من معجزة موسى عليه السلام عندما ضرب الحجر، فانفجرت اثنتا عشرة عيناً، لأن الماء يخرج عادة من بين شقوق الصخور، ولا يخرج من بين لحم الإنسان ودمه.
2- حنين الجذع:
وقد ورد ذلك عن جمع من الصحابة نحو العشرين من طرق كثيرة صحيحة يفيد مجموعها العلم القطعي، ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر وجابر (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار ـ أو رجل ـ: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً، قال: إن شئتم. فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، يئن أنين الصبي الذي يسكن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)([4]).
3- تكثير الطعام:
وقد تكرر ذلك في قصص مشهورة، في مجامع مشهودة، ففي صحيح البخاري.. (أطعم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق أقراصاً من شعير وعناق ألفاً من الصحابة)([5])، وهي كمعجزة عيسى عليه السلام، حيث ورد في الإنجيل أنه أطعم من خمس أرغفة خبز خمسة آلاف إنسان [ متى: 14/19 ].
4- تسبيح الطعام:
ففي صحيح البخاري (..ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل)([6]). وغير ذلك كثير مما ورد عن معجزاته الحسية صلى الله عليه وسلم ليس هنا مكان استقصائها. فهي موجودة في عدد من الكتب المؤلفة في هذا المجال مثل كتاب (دلائل النبوة) للحافظ البيهقي، وكتاب (الشفا بالتعريف بحقوق المصطفى) للقاضي عياض، وكتاب (الخصائص الكبرى) للسيوطي، وغيرها.
----------------------------
([1]) صحيح البخاري (3868).
([2]) صحيح البخاري (3769) وصحيح مسلم (2800).
([3]) صحيح البخاري مع الفتح 6/581 رقم 3576، وأنظر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر رقم (265)، حيث (قال عياض في الشفا:... فهذا النوع كله ملحق بالقطعي من معجزاته، كما بيناه...)
([4]) صحيح البخاري حديث رقم 3584 وأنظر: نظم المتناثر من الحديث المتناثر رقم (263)، حيث ذكر الشيخ عبد الرؤوف المناوي أنه: (ورد من طرق كثيرة صحيحة يفيد مجموعها التواتر المعنوي).
([5]) صحيح البخاري (4102) وأنظر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر رقم (267)، حيث قال بعضهم: (إنها متواترة تواتراً معنوياً).
([6]) صحيح البخاري حديث رقم 3579.